153

============================================================

باب قي ذكر موسى عليه اللام(1) قال وهب هو موسى بن عمران بن قاهث بن لاوي بن يعقوب، وقال غيره هو عمران بن صهر بن قاهث بن لاوي والله أعلم، وإن عمه قارون بن صهر بن قاهث بن لاوي، قالت الرواة إن الله تعالى لما قبض يوسف بقي بعده الملك الذي كان على مصر فرأى اكثرهم قد آمنوا فلم يتعرض لهم ولما مات توارث الفراعنة، وهم من العماليق ملك مصر إلى أن قام بالملك فرعون موسى وهو الوليد بن مصعب بالعربية ولم يكن من الفراعنة أخبث ولا أعتى منه وكان ممن عانه على أخذ الملك قارون وقوم من بني إسرائيل، فلما دهنت بنو إسرائيل القبط على دينهم سنطهم الله تعالى عليهم وكان بنو اسرائيل كثروا بمصر وبارك الله تعالى فيهم، ولم يكن سبط من بني إسرائيل أشد تمسكا بشريعتهم ودينهم من سبط لاوي بن يعقوب قوم موسى إلا ما كان من قارون وإنه كان قد مال عنه ثم من بعد سبط لاوي كان من أشد الناس تمسكا بالدين سبط يوسف بن يعقوب وكان فيهم آفراهم بن يوسف وكان يعقوب قد دعا له ولذريته فولد له نون بن آفراهم بن يوسف وولد لنون يوشع الذي كان فتى موسى وخليفته من بعده، ولما رأى فرعون واسمه الوليد بن مصعب وقال أهل الكتاب كان اسمه قابوس والأول أشهر كثرة بني اسرائيل في مصر استعبدهم مخافة أن يجمعوا يوما على خلقه ويقال: استعبدهم لأنه أمرهم بالكفر بالله تعالى والإقرار بعبادة نفسه فأبوا، فقال الله تعالى: إن فرعوب علا فى الأرض وجعل أهلها شبما يشتضعف طايفة منهم} [القصص: الآية 4] وكان قد جعلهم أصنافا في أعماله، فأما أهل القوة منهم جعلهم على نقل السواري الصخرية من الجبال وطائفة أخرى لنقل الحجارة والجص والنورة ويبنون له القصور والحصون وطائفة أخرى للحرث والزراعة وطائفة أخرى لعمل التجارة وقطع الخشب وأعمال النجارين وطائفة أخرى لأعمال الحدادين وجعل الضعفاء منهم يعملون ما قدروا عليه للناس بالأجرة فيدفعون إليه (1) انظر تفاصيل هذا الباب في: الطبري - تأريخ الرسل والملوك 285/1، ابن الأثير - الكامل في التاريخ 130/1، ابن كثير - البداية والنهاية 130/1.

صفحہ 153