142

============================================================

باب في ذكر قصة نبي الله أيوب وبلائه عليه السلام(1) قال الله تعالى: واذكز عبدنا أوب إذ نادى رته} (ص: الآية 41) الآية، وقال تعالى: رأوب إذ نادى ربه أنى مسنى الضر وأنت أرحم الرحيب) [الأنبياء: الآية 83] قال وهب وكعب وغيرهما من أهل الكتب كان أيوب رجلا من الروم وكان رجلا طويلا عظيم الرأس جعد الشعر حسن العينين والخلق قصير العنق غليظ الساقين والساعدين وكان مكتوبا على جبهته المبتلى الصابر وهو أيوب بن أموص بن تارخ بن روم بن عيص بن اسلق بن ابراهيم عليهم السلام وكانت أمه من ولد لوط بن هاران وكان الله قد اصطفاه ونباه وبسط عليه الدنيا وكان له الثنية من أرض الشام كلها سهلها وجبلها، وما كان فيها وكان له من أصناف المال كله من الإبل والبقر والغنم والخيل والحمير ما لا يكون لرجل أفضل منه في العدة والكثرة وكان له بها خمسمائة فدان يتبعها خمسمائة عبد لكل عبد امرأة وولد ومال ويحمل آلة كل فدان أتان ولكل أتان ولد من الاثنين إلى فوق الخمسة وكان الله أعطاه أهلا وولذا من رجال ونساء وكان آمرا تقيا رحيما بالمساكين يكفل الأرامل والأيتام ويكرم الضيف، ويبلغ ابن السبيل وكان شاكرا لأنعم الله تعالى مؤديا لحقه، قد امتنع منه عدو الله إبليس آن يصيب منه ما أصاب من أهل الغنى من الغرة والغفلة والتشاغل والسهو عن أمر الله تعالى بما هو فيه من الدنيا وكان معه ثلاثة قد آمنوا به وصدقوه وعرفوا فضله أحدهم من اليمن يقال له النضر ورجلان من أهل بلده يقال لأحدهما حرم وللآخر بارود فكانوا يؤانسونه ويعبدون الله معه، وكان لابليس موقف من السماء يقف فيه كل موقف يسأل فيه ما يريد قال فصعد فيه في بعض ما كان يصعد فرآى ديوان أحد فحسده، قال وهب: وكان إبليس قد طار في مشارق الأرض ومغاربها ينظر هل يجد عبذا معخلضا فرأى أيوب ممتنعا منه فحسده فنودي يا لمين هذا أيوب، عبد (1) انظر تفاصيل قصة نبي الله أيوب في الثعلبي، ابن إسحلق أحمد بن إبراهيم (ت 429 ها، قصص الأنيياء الممى بالعراثس، المكتبة الشعبية للطباعة والنشر، بيروت، لبنان ص 88.

ابن الأثير الجزري، الكامل في التاريخ 98/1.

صفحہ 142