============================================================
ذكر يوسف عليه الشلام تسقط على السلال فتاكل منهن الخبز ثم قالا له: نبثنا بتأويلوه إنا نرينك من المحسين [يوسف: الآية 36]، يعني من الذين يحسنون تعبير الرؤيا فقد كانا يسمعان منه يعبر رؤيا الناس في السجن ويقال إحسانه أنه يعود المرضى ويداوي الجرحى ويونس الغريب، ويوسع على صاحب الضيق ويأمر بعضهم بمؤانسة بعض فذلك إحسانه فلما قالا له ذلك أحب يوسف أن يدعوهما إلى الإسلام أولا فإن الدعوة إليه أفضل وأولى من تعبير الرؤيا ولأن ما كان يقول لهما في تعبير الرؤيا مع كلمة لا بد كائن ومع ما آخبرهما من اتيان طعامهما قبل وقته معجزة فأحت أن تكون المعجزة مقرونة بدعوته إياهما لتلزمهما الحجة فقال لهما: يا صاحبي السجن لا يأتيكما طعام تززقانه إلا نبأئݣما بتأويله، (يرسف: الآية 37) كأنه يقول: قد أعطاني الله علم التعبير وأتم من ذلك وهو آني أعلم ما يكون من طعامكما كل يوم وليلة قبل أن يؤتى به إليكما قالا له: ومن أين تعلم ذلك ولست بكاهن؟ قال: إن الله تعالى أكرمني بذلك لأني تركت الشرك فذلك قوله عز وجل: إنى تركث ملة فوم لا يؤمثون بالله وهم بالآخرة هم كنفرود} (يوسف: الآية 37) قالا له: وما ملتك ودينك؟ قال: وأتبعت ملة ماباهى إبزويو وإسحق ويعقوب} (يوسف: الآية 38]، قالا: وما ملتهم؟ قال: ما كات لنا أن تشرك بألله ين شينو} [يوسف: الآية 38]، يعني ملتنا أن لا نخير الشرك بالله ولا نشرك به شيئا ذلك من فضل اللو} [يوسف: الآية 38]، أي وليس ذلك من قبلنا بل بفضل الله علينا وأكرمنا بهذا الدين القويم وكذلك على الناس فإنه لا يؤمن أحد إلا بفضله ويقال إن الذي أكرمنا به من الإسلام والنبوة فضل منه علينا وعلى الناس فإنا نعظهم وندعوهم إلى الله ولنكن أكثر الناس لا يشكرون ايوسف: الآية 38]، ما أنعم الله علينا وعليهم ولا تعلمه إلا من الحق ثم قال لهما يكصتجي السجن [يوسف: الآية 39) إني أذكر لكما حجة ملتي وديني فما تقولان أنتما انظرا بقولكما مأرباب متفرقوب [يوسف: الآية 39] من هذه الأصنام المنحنية التي يجاء بها من هلهنا وهلهنا خير وأولى بالربوبية والعبادة لها أم الله الوحد القهار (يوسف: الآية 39] الذي تملك السملوات والأرض ويقهر أهلها بلا عسكر ولا جند ثم بين لهما بطلان الأصنام فقال: ما تعبدون من دونه إلا أمتماء ستييموها أنشم وهاباؤكم) [يوسف : الآية 40] أي أنتم تسمونها آلهة وليست في الحقيقة آلهة فكيف وهي جمادات تألفت بلا علم ولا قدرة ولا شيء من الصفات التي ينبغي للرب ولا حجة أيضا لربوبيتها في العقل بل الحجة فيه على فساد ألوهيتها، وكذلك لا حجة لربوبيتها في السمع فإنه { ما أنزل الله بها من سلطز [يوسف: الآية 40] أي حجة إن الحكم أي الحجة في الألوهية إلا الله سبحانه وتعالى فإن الدليل على ريوبيته واضحة وقد أمر خلقه أن لا تعبدوا إلا إياه وذلك الذي ذكرته لكما هو الدين القيم الذي لا فساد فيه ولا نقص ولكن أكثر الناس لا يعلمون وحدانية الله تعالى
صفحہ 120