============================================================
ذكر يوسف عليه السلام أشراف البلد فأذن لها، فاتخذت طعاما يسيرا وهيأت لهن متكأ أي مجلسا يتكثن فيها فلما أتينها وكن أربع نسوة في قول ابن عباس رضي الله عنه امرأة صاحب الملك وامرأة صاحب المطبخ وامرأة سائس الدواب وامرأة الحاجب، ويقال كن خمس عشرة نسوة من أشراف قومها وأنهن لما أتينها أجلستهن مجالسهن وقدمت إليهن فواكه وأشياء يحتاج إلى قطعه بالسكين مثل الخيار والبطيخ وغير ذلك، وقيل الشواء وقيل الزماوزد وقيل الأترخ بلفظ القبط وآتت كل واحدة منهن سكينا لقطعها ثم قالت ليوسف أطعني اليوم ولا أبالي ما فعلت بعد اليوم، فقال: أفعل ما لم يكن فيه سخط لربي قال: فزينته بما قدرت عليه من ألوان الثياب وبالجواهر والمناطق والتاج ويقال العمامة وناولته كأسا من ذهب فيه ماء
أو شراب آخر ثم قالت له اخرج عليهن الآن فخرج عليهن يوسف فلما رأينه، اكبرنه ايوسف: الآية 31] وأعظمنه وتحيرن فيه وفي حسنه وجماله ورأين شيئا لم يرين مثله قط حتى صارت من حيرتهن أن قطعن آيديهن بسكاكينهن وهن لا يشعرن وظنن آنهن يقطعن الفاكهة، قال: وجعلت زليخا تضحك منهن حتى أتى على ذلك ساعة ثم إنها آشارت إلى يوسف بالرجوع فرجع وقطمن أيديهن وقلن حلش لله ما هلذا بشرا إن هلذا إلا ملك كريي(1) [يوسف: الآية 31] نزل من السماء فقالت زليخا فذلكن الزى لمتتنى فيه [يوسف: الآية 32] وأتتن تحيرتن فيه في نظرة واحدة حتى قطعتن أيديكن فلم لمتنني وأنا أدعوه وأراوده منذ سبع سنين فلا يطيعني فانظرن ما حالي، ثم إنها قالت لهن أحب أن تحضضنه على موافقتي واشغافي بطلبتي فقلن ففعلن ثم كاتت كل واحدة منهن إذا آتت يوسف لتبلغه رسالة زليخا عرضت عليه نفسها، قال يوسف: كنت في مقاساة واحدة فالآن اجتمعن علي فعند ذلك قال رب التجن أحت إلى مما يدهوني إلته وإلا تصرف عنى كيدهن أضب اليهن واكن من الجهلين [يوسف : الآية 33] . وعن النبي قال : رحم الله أخي يوسف هل لا يسأل الله العافية بدلا من سؤال السجن ويروى أولئك النسوة عشقنه وماتت جماعة منهن في حبه والله أعلم. ولما أن استعصى يوسف على زليخا ولم تجد في أمره حيلة هددته(2) بالسجن وقالت: ولين لم يفعل ما مامره ليسجنن وليكونا من الصدفرين} (يوشف: الآية 32، قال رب السجن أحب إلى مما يدعونني إليه} [يوسف: الآية 33] فلما قال ذلك قالت امرأة العزيز: إن هذا الغلام قد فضحني فلا وجه في أمره أن يسجن ليقطع بذلك ألسنة الناس عني ويقال: كان السجن في حكم الملك لا يقدر أحد أن يسجن أحذا غيره، فلما سألت زليخا زوجها أن يسجته قال لها هذا الملك فجمعت عليها تيابها وأقبلت حتى (1) في الأصل (فقلن سبحان الله) والصواب وقلن حش للو}.
(2) جاء في الأصل (هدته) والصواب (هددته):
صفحہ 118