تاريخ الآداب العربية
تاريخ الآداب العربية في القرن التاسع عشر والربع الأول من القرن العشرين
ناشر
دار المشرق
ایڈیشن نمبر
الثالثة
پبلشر کا مقام
بيروت
اصناف
وقد في أحدهم فتح الله المراش يشكر له جميل أياديه ويهنئه بعقد زواجه سنة ١٨٢١ هذا مطلعها:
يا للهوى ما للعَذُول وما لي ... أنا قد رضيتُ بكافةِ الأحوالِ
ومنها في المدح:
الندبا عبد الله فخر أوانهِ ... نسل الأماجد من بني الدلاَلِ
فهو الذي يشري الثناءَ بمالهِ ... ويزّين الأقوال بالأفعال
وهو الذي لم يخلُ قطُّ زمانهُ ... من غوث ملهوف وبذلِ نوالِ
وختمها بهذا التاريخ:
وأسلم بتاريخي ودمتَ بمّنهِ ... متمتعًا باللطف والإقبالِ
وممن مدحهم في حلب القنصل الفرنسوي يوسف لويس روسو وكان محبًا للآداب الشرقية (أطلب المشرق ٣٩٨:٣ و٤٠٠) وبإيعازه نظم الطرابلسي تهنئة لنابوليون الأول بمواد نجله الذي دعاه ملك رومية سنة ١٨١١ فقال في قصيدته التي أولها (المشرق ٣٩٩:٣)
ورد البشيرُ فسرَّتِ الأقطارُ ... وترنَّمت في دوحها الأطيارُ
ومن حسن نظمه أبياته في شهداء الكثلكة في حلب سنة ١٨١٨ (المشرق ٤٠٢:٣ و٦٦٤:١٠) فقال:
دعِ العين مني تذرف الدمع عَنْدما ... فحقٌ لهذا الخطب أن تَسكُب الدما
وفيها أبيات صادرة عن قلب طافح حبًا متفطر حزنًا. وفي السنة ١٨٢٨ تحامل على الطرابلسي أعداؤه فأحب الخروج من وطنه ورحل إلى مصر فلقي الحظوى عند بني البحري من أعيان طائفته وكانوا متقدمين في الدواوين فخدمهم وتقرب بواسطتهم في المناصب وقد مرت لنا أقواله فيهم (المشرق ٤٠٣:٣ - ٤٠٥) وتوصل بهم إلى محمد على باشا خديوي مصر فمدحه ونال من إحسانه. وكانت وفاة الطرابلسي نحو السنة ١٨٤٠ وشعره منسجم بليغ المعاني كثير التفنن أوردنا منه ما أوقفنا عليه بعض أدباء الشهباء في أغراض شتى (المشرق ٤٠٦:٣ - ٤٠٨) ومما وجدنا له بعد ذلك مراسلات شعر ونثر دارت بينه وبين شاعر عصره بطرس كرامة فقال هذا في مدحه:
1 / 57