281

تاريخ الآداب العربية

تاريخ الآداب العربية في القرن التاسع عشر والربع الأول من القرن العشرين

ناشر

دار المشرق

ایڈیشن

الثالثة

پبلشر کا مقام

بيروت

اصناف

شاكر شقير
وفي خريف السنة التالية خسرت أسرة كريمة من الروم الأورثذكس كاتبًا آخر من أبناء الوطن وهو شاكر مغامس شقير عرف في بلاد الشام مدة بتفننه بالكتابة ونظم الشعر تولى التدريس في عدة مدارس وطنية وساعد المرحوم بطرس البستاني في بعض فصول دائرة المعارف وكتب في مجلة الجنان وأدار مجلة ديوان الفكاهة (١٨٨٦ - ١٨٨٩) . ثم انتقل إلى مصر وأنشأ فيها مجلة الكنانة في نيسان سنة ١٨٩٥ فمات بموت محررها بعد سنتها الأولى (١٨٩٦) . توفي في وطنه الشويفات وللمذكور عدة مقالات وروايات وقصائد تجدها متفرقة في كثير من المجلات. وقد روينا عنه قصة ظريفة في المشرق (٩ (١٩٠٦):٥٧١ - ٥٧٥) عنوانها الطواف بالقربان المقدس. وله كتاب مصباح الأفكار في نظم الأشعار طبع في بيروت سنة ١٨٧٣ ومنتخبات الأشعار طبع سنة ١٨٧٦ وعني بتكرار ديوان أبي العلاء المعري دون أن يزيد عليها شيئًا يذكر من المحسنات. ولشاكر أخ اسمه فارس ترك أيضًا بعض المؤلفات وسنذكره في تاريخ آداب القرن العشرين. ومن حسن شعر شاكر قوله من رثاه في سليم دي بسترس دعاه (حقيقة الأسف) وقد تفنن فيه كثيرًا:
فتلهُّب وتلهُّفٌ وتأسُّفٌ ... وتأفُّفٌ وتحشُّرٌ وتحرُّقُ
كبدٌ تذوب وأنفسٌ تشكو العنا ... أذنٌ تطنُّ وأعينٌ تندفَّقُ
ثم انتقل إلى بحر آخر وقافية أخرى فقال:
سليمُ الفؤادِ لهُ طلعةٌ ... تحيي الشموسَ وتزري القمرْ
وذو هيبةٍ كأسودٍ الشَّرى ... وأنسٍ كأنسِ الغزال الأغرْ
تخرُّ الذقونُ لهُ سجَّدًا ... تسرُّ العيونُ بهِ إذ حضَرْ
عليُّ المكان جليُّ البيانِ ... طليُّ اللسانِ مسليُّ البَصَرء
نقيُّ البنانِ تقيُّ الجنان ... رقيُّ الزمانِ بقيُّ الأثرْ
ومما قاله سنة ١٨٦٩ في مدح الجمعية السورية:
وزهرة روضٍ كلمَّا طال وقتها ... تزيد نمذوًا بالجمالِ مقلَّدًا
بها افتخرت بيروت حتى لقد سمت ... على كل مصرٍ وهي تُشبهُ فرقدا
مؤلفة من كل صاحبٍ غيرةٍ ... ذواتٍ بنو للخير بيتًا مشيدًاّ

1 / 282