وتستقبل التقريرات [1] معهم كما تستقبل بالعجم الذين يردون من بلاد الديلم.
وجلس لذلك ووجوه الديلم عن يمينه ووجوه الأتراك عن يساره والعراض والكتاب والجرائد بين يديه. فكان يحضر الديلمي الذي له بكرمان السنون الكثيرة وفى يده الإقطاعات الكثيرة وأقل المقرر له: خمسمائة ألف درهم، فيقبل الأرض ويقف ويسأل عن اسمه واسم أبيه وعن بلده ثم يقرر له التقرير القريب إلى أن حل الإقطاعات كلها ورد أصول التقريرات إلى بعضها وصرف الحشو وارتبط الصفو.
ولما فرغ من ذلك صرف أبا جعفر أستاذ هرمز عن كرمان وأخذ حاله الظاهرة لأنه ينقم عليه [29] قبضه على أبى محمد القاسم بن مهدر فروخ، لما كان مقيما معه بغير إذنه ولا أمره وقلد أبا موسى خواجه بن سياهجنك الحرب وخلع عليه وحمله على فرس بمركب ذهب وعول على أبى محمد القاسم [2] فى أمر الخراج وخلع عليه وأخذ خطه بتصحيح ثلاثة آلاف ألف درهم من النواحي فى مدة قريبة قررها معه.
واتفق أن ورد عليه كتاب من أبى الفضل الإسكافى يخبره فيه ما غاظه من ذكر الحواشي له عند ورود كتابه بالفتح بالطعن عليه والقدح فيه. فما ملك نفسه عند وقوفه على ذلك، وتداخله من الامتعاض ما أقلقه وأزعجه.
واستدعى أبا منصور مردوست وأنفذه إلى شيراز وقاد معه خيلا وبغالا وحمله رسالة الى بهاء الدولة يقول فيها:
«قد خدمت الملك أولا وأخيرا ووفيته حق الصنيعة وحكم النصيحة ووجب أن ينجز لى ما وعدنيه من الإعفاء بعد الفتح، فإنى لا أصلح لخدمة ولا عمل بعد اليوم.»
صفحہ 427