کتاب التاریخ
كتاب التأريخ
ناشر
دار صادر
پبلشر کا مقام
بيروت
ثم يذكر ابقراط اختلاف صور الناس في أحوالهم واعتدال خلقهم والسبب الذي أشبه بعضهم بعضا وان ذلك باتفاق الزمان والمطالع ويذكر حال الرجال والنساء في كثرة الأولاد وقلتهم وما يوجب النسل ويقطعه ويقولون أن سكان البلاد الشاهقة المستوية الكثيرة المياه تكون صورهم حسنة وأجسامهم جسيمة وتكون غرائزهم إلى اللين والتؤدة وليسوا بأهل باس وشجاعة ومن سكن أرضا رقيقة قليلة المياه جرداء وكان مزاج هوائها غير معتدل كانت صورهم خاشنة وألوانهم إلى الصفرة أو إلى السواد واخلاقهم ردية وغضبهم شديد وطباعهم مخالفة بعضهم بعضا لأن باختلاف الازمان يكون اختلاف الطبائع ثم بعد الأزمان والبلاد الغذاء بالمياه لان غذاء الانسان من بعد البلاد بالمياه
ثم يتكلم ابقراط بعد ذلك في الرياح وهبوبها والتي تهب من موضع إلى موضع وقسمها أربعة أقسام ويقول أن الريح من تخلل الهواء وإنما نشوءها من اصطكاك أجرام الهواء فهذه أغراض كتاب ابقراط في الأهوية والأزمنة الذي فسره جالينوس وشرح ما ذهب إليه ابقراط في فصل فصل ومعنى معنى
فهذه كتب ابقراط التي عليها يعتمد واليها يرجع وهذه أغراضها وقد فسرها جالينوس وشرح كل ما فصله له وذهب إليه وابان عن قوله وترجم معانيه وأوضحها
فأما كتاب ماء الشعير فإنه يذكر فيه الأمراض الحادة التي تسمى وجع الجنب والرئة والبرسام والحمى المحرقة واخبر كيف يشرب ماء الشعير والأيام التي يكون شربه فيها وكيف يدبر ومتى الأوقات التي ينبغي أن يشرب فيها والأوقات التي يمنع منها وما يكون الطعام عليه وذكر صنوفا من العلل الحادة والأمراض المحرقة وقال في كل صنف منها
وأما كتابه الذي يسميه كتاب الأركان فإن معنى الأركان أي الطبائع الأربع الحرارة والرطوبة والبرودة واليبوسة وأركان البدن وهي العصب والعروق والعظام والجلد والدم فهذه أركان بها قوام العالم
قال ابقراط أن الأجسام لو كانت شيئا واحدا لم تصل الأوجاع إليها أبدا ولكنها من أشياء مختلفة وطبائع متباعدة مضر بعضها ببعض وطبيعة الإنسان وسائر الحيوان إذا صارت على هذه الصفة فمن الضرورة ألا يكون الإنسان شيئا واحدا بعينه وكذلك سائر الطبائع إنما قوامها بالرطوبة واليبس والحر والبرد ويتكلم في هذا بكلام واضح
صفحہ 113