109

کتاب التاریخ

كتاب التأريخ

ناشر

دار صادر

پبلشر کا مقام

بيروت

ثم يذكر ابقراط اختلاف صور الناس في أحوالهم واعتدال خلقهم والسبب الذي أشبه بعضهم بعضا وان ذلك باتفاق الزمان والمطالع ويذكر حال الرجال والنساء في كثرة الأولاد وقلتهم وما يوجب النسل ويقطعه ويقولون أن سكان البلاد الشاهقة المستوية الكثيرة المياه تكون صورهم حسنة وأجسامهم جسيمة وتكون غرائزهم إلى اللين والتؤدة وليسوا بأهل باس وشجاعة ومن سكن أرضا رقيقة قليلة المياه جرداء وكان مزاج هوائها غير معتدل كانت صورهم خاشنة وألوانهم إلى الصفرة أو إلى السواد واخلاقهم ردية وغضبهم شديد وطباعهم مخالفة بعضهم بعضا لأن باختلاف الازمان يكون اختلاف الطبائع ثم بعد الأزمان والبلاد الغذاء بالمياه لان غذاء الانسان من بعد البلاد بالمياه

ثم يتكلم ابقراط بعد ذلك في الرياح وهبوبها والتي تهب من موضع إلى موضع وقسمها أربعة أقسام ويقول أن الريح من تخلل الهواء وإنما نشوءها من اصطكاك أجرام الهواء فهذه أغراض كتاب ابقراط في الأهوية والأزمنة الذي فسره جالينوس وشرح ما ذهب إليه ابقراط في فصل فصل ومعنى معنى

فهذه كتب ابقراط التي عليها يعتمد واليها يرجع وهذه أغراضها وقد فسرها جالينوس وشرح كل ما فصله له وذهب إليه وابان عن قوله وترجم معانيه وأوضحها

فأما كتاب ماء الشعير فإنه يذكر فيه الأمراض الحادة التي تسمى وجع الجنب والرئة والبرسام والحمى المحرقة واخبر كيف يشرب ماء الشعير والأيام التي يكون شربه فيها وكيف يدبر ومتى الأوقات التي ينبغي أن يشرب فيها والأوقات التي يمنع منها وما يكون الطعام عليه وذكر صنوفا من العلل الحادة والأمراض المحرقة وقال في كل صنف منها

وأما كتابه الذي يسميه كتاب الأركان فإن معنى الأركان أي الطبائع الأربع الحرارة والرطوبة والبرودة واليبوسة وأركان البدن وهي العصب والعروق والعظام والجلد والدم فهذه أركان بها قوام العالم

قال ابقراط أن الأجسام لو كانت شيئا واحدا لم تصل الأوجاع إليها أبدا ولكنها من أشياء مختلفة وطبائع متباعدة مضر بعضها ببعض وطبيعة الإنسان وسائر الحيوان إذا صارت على هذه الصفة فمن الضرورة ألا يكون الإنسان شيئا واحدا بعينه وكذلك سائر الطبائع إنما قوامها بالرطوبة واليبس والحر والبرد ويتكلم في هذا بكلام واضح

صفحہ 113