قال هاني القايضي يذكر صورة اخرى من ذلك الظلم: كنت ممن شهد الحسين (ع) فإني لواقف على خيول إذ خرج غلام من آل الحسين مذعورا يلتفت يمينا وشمالا فأقبل رجل منا يركض حتى دنا منه فمال عن فرسه فضربه فقتله (1).
المرأة في كربلاء
المرأة الواعية لا تقل شأنا عن الرجل فصلاح المجتمع بصلاحها وهي صانعة الأبطال والمجاهدين، والمرأة بدورها الخطير تستطيع أن تكون آلة الصلاح في المجتمع أو آلة الفساد فيه. وقد سجلت كربلاء مرحلة من مراحل جهاد المرأة المسلمة وصمودها أمام الباطل:
فقد وقفن جميعا رافضات العودة إلى منازلهن يدفعن أزواجهن وأبناءهن شبابا وأطفالا للإستشهاد مع الحسين(ع) ومن بعض مواقفهن في كربلاء:
خرجت زوجة وهب بن حباب الكلبي تمسح التراب عن وجهه بعدما سقط صريعا وتقول: هنيئا لك الجنة ورءاها شمر فأمر غلاما اسمه رستم بقتلها فضربها بعمود فقتلها في مكانها.
ووقفت أم وهب تدفعه إلى المعركة فتقدم وقاتل قتالا شديدا وعاد إليها فقالت لا أرضى حتى تقتل بين يدي ابن رسول الله. ثم دفعته زوجته هي الأخرى فكر على القوم وقاتل حتى قتل فاحتزوا رأسه ورموا به إلى أمه فمسحت الدم وأزالت التراب وهي تقول: (( الحمدلله الذي بيض وجهي بشهادتك )) (2).
وهناك أيضا بطلة كربلاء بنت أمير المؤمنين وسيد الوصيين (( زينب عليها السلام )) ضربت أروع الأمثلة لموقف المرأة الواعية، فقد كانت بطلة أثناء الحرب وبعد الحرب.
صفحہ 69