قتلت خير الناس أما وأبا فغضب ابن زياد وقال له: قد علمت أنه خير الناس أما وأبا فلم قتلته. وأمر بضرب عنقه غضبا عليه لقوله ومدحه الحسين (ع). وجعل ابن زياد يقلب ثنايا الحسين بعصا في يده ويقول: (( ما رأيت مثل هذا حسنا>> وأقبل القوم عليه يسوقون بنات رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سبايا، والرؤوس مرفوعة على الحراب، وأدخلوهم على ابن زياد فقال: الحمدلله الذي فضحكم وكذب أحدوثتكم.
فقالت زينب(ع): (( الحمدلله الذي أكرمنا بنبيه محمد صلى الله عليه وآله وسلم وطهرنا تطهيرا، وإنما يفتضح الفاسق الفاجر.
وأراد ابن زياد قتل: ((علي بن الحسين (1) زين العابدين والمتبقى من ذرية الحسين (ع) إذ كان مريضا فتعلقت به زينب وقالت: أقتلنا معه. فقال: علي بن الحسين (ع) لابن زياد كلمة الإيمان والحرية:
(( أبا القتل تهددني بابن زياد أما علمت أن القتل لنا عادة، وكرامتنا عندالله الشهادة )).
ثم أخرجوهم إلى المسجد وخطب ابن زياد وذم عليا (ع) وآل أبي طالب، ومدح آل أبي سفيان ثم قال: (( الحمد لله الذي أظهر الحق وأهله ونصر أمير المؤمنين وأشياعه، وقتل الكذاب ابن الكذاب الحسين بن علي.. )).
فقام عبدالله بن عفيف وكان قد حارب مع علي (ع) وذهبت عيناه يوم الجمل وصفين من زاوية المسجد وقال: (( يابن مرجانه إن الكذاب ابن الكذاب أنت وأبوك ومن استعملك وأبوه، ياعدو الله أتقتل أولاد النبيين وتتكلم بمثل هذا على منابر المسلمين، تقتل الذرية الطاهرة وتزعم أنك مسلم. ثم صاح: واغوثاه أين أولاد المهاجرين والأنصار ألا ينتقمون من اللعين بن اللعين. فغضب ابن زياد وأمر بقتله فخلصه أصحابه ثم بعث إليه ابن زياد جماعة إلى بيته فقتلوه (2) .
صفحہ 63