دوافع خروجه (ع) كان معاوية بن أبي سفيان قد كتب عهد البيعة ليزيد في حياته قال فيه: (( هذا ما عهد به معاوية بن أبي سفيان أمير المؤمنين إلى أبنه يزيد بن معاوية أنه قد بايعه وعهد إليه، وجعل الأمر من بعده إليه، وسماه أمير المؤمنين، على أن يحفظ هذا الحي من قريش، ويبعد قاتل الأحبة هذا الحي من الأنصار، وأن يقدم بني أمية وبني عبد شمس على بني هاشم وغيرهم، ويطلب بدم المظلوم المذبوح أمير المؤمنين قتيل آل أبي تراب (1) ، فمن قرئ عليه هذا الكتاب وقبله وبادر إلى طاعة إمامه أكرم وقرب، ومن تلكأ عليه وامتنع فضرب الرقاب(2) . فلما توفي معاوية سنة 60ه واعتلى يزيد المعروف بسكره ومجونه الخلافة وتسمى بأمير المؤمنين كتب إلى ولاته بأخذ البيعة له. وكان الوليد بن عتبة بن أبي سفيان واليا على المدينة فكتب إليه يزيد أن يأخذ البيعة من أهل الحجاز، ومن أبى منهم قتله، وشدد عليه بأخذ البيعة من الحسين (ع) وعبدالله بن الزبير (3) .
دعا الوليد (( مروان بن الحكم واستشاره. فقال: أحضرهم الساعة قبل أن ينتشر موت معاوية فمن أبى البيعة فاضرب عنقه. فقال الوليد: والله لا أفعل. أأقتل الحسين؟.
ثم دعا الوليد الحسين (ع) وسلمه كتاب يزيد فقال الحسين (ع) ننظر فانظرني، فقال: انصرف حتى تأتينا مع الناس.
صفحہ 54