وعندما دخل سائل مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولم يعطه أحد فأشار علي (ع) بيده وهو راكع فجاء السائل وأخذ الخاتم، ونزل القرآن مادحا فضل علي (ع) وموليا له إمرة المؤمنين قال تعالى: {إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون}[المائدة: 55].
علمه (ع)
(( أنا مدينة العلم وعلي بابها )) تلك هي المدينة، وذلك هو الباب، تصوير بليغ، وشهادة نطق بها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو يخبر الناس عن علم علي عليه السلام ولذلك من الهراء أن نقول أننا نستطيع الإحاطة بسعه علم الإمام علي(ع) لأنه حوى علم الأولين والاخرين قال تعالى: {وتعيها أذن واعية}[الحاقة: 12] (1).
ولقد كان علي عليه السلام مرجع الأمة الإسلامية وقائدها بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في جميع شئونها وأمورها يرسم لها طريق سعادتها ونجاحها وكان الصحابة يرجعون إليه ويسألونه في كل أمورهم ولم يؤثر عنه أنه احتاج أو رجع إلى أحد منهم بل كان يقف ويقول: (( سلوني قبل أن تفقدوني، هذا سفط العلم، هذا لعاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهذا ما زقني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم زقا، فاسألوني فأن عندي علم الأولين والأخرين، أما والله لو ثنيت لي الوسادة ثم أجلست عليها لحكمت بين أهل التوراة بتوراتهم، وبين أهل الإنجيل بإنجيلهم، وبين أهل الزبور بزبورهم، وبين أهل الفرقان بفرقانهم، حتى ينادي كل كتاب بأن علي حكم في بحكم الله.. وفي رواية حتى ينطق الله التوراة والإنجيل ويقول: يارب إن عليا قضى بقضائك )) (2) .
صفحہ 39