تربیہ و تعلیم فی اسلام
التربية والتعليم في الإسلام
اصناف
الدور الابتدائي:
ويدرس الطفل فيه بالمدرسة الابتدائية «لودوس ببليكوس»، وهي مدارس مختلطة يجتمع فيها البنات والصبيان من السنة السابعة حتى العاشرة، ولم يكن للرومان عناية شديدة بهذه المدارس، وإنما كانوا يكتفون بتعليم الطفل فيها مبادئ الكتابة والحساب، وما كانوا يهتمون بانتقاء المعلمين اهتمامهم بهم في الدور الثانوي. (2)
الدور الثانوي:
ويدرس الطالب فيه بالمدرسة الثانوية التي لا يدخلها سوى الشباب الذين تجاوزوا العاشرة إلى السادسة عشرة. ومنهج الدراسة في هذه المدرسة يشتمل على دروس اللغة اللاتينية نحوها وغريبها، ودروس في الإنشاء والآداب وتاريخها، والخطابة والفصاحة، ودروس في الموسيقى والفنون الجميلة. وكان لهم اهتمام شديد بهذه المدارس، وكانوا ينتقون لها أفاضل المثقفين من علمائهم وفلاسفتهم. (3)
الدور العالي:
ويدرس الطالب فيه بالمعاهد العالية والجامعات التي يدخلها من تجاوز السادسة عشرة. ونهج الدارسة في هذه الكليات مشتمل على محاضرات في فنون الخطابة والفصاحة، والقانون والأحكام الشرعية والقضائية والجنائية، وعلم المناظرة في القوانين، ودروس في الأخلاق والفلسفة.
178
ومدة الدراسة في هذا الدور ثلاث سنوات. وكانت أرقى الجامعات جامعة روما الشهيرة ب «الأثينيوم» التي امتازت بمن كان فيها من العلماء وكبار المدرسين، وما احتوت عليه في مكتبتها من نوادر المخطوطات التي جمعها الرومان من بلاد اليونان حين كانوا يغزونها في حروبهم منذ القرن الثاني ق.م، وكان الإمبراطور فسباسيان في 75ق.م هو الذي أسس تلك المكتبة العظيمة. ولما انحطت الإمبراطورية الرومانية انحطاطا سياسيا خلال القرون الثلاثة التي عقبت القرن الثاني للميلاد أخذت الثقافة اليونانية تنحط وشرعت الثقافة المسيحية تحل محلها. وأهم عناصر الثقافة المسيحية الجديدة مما يتعلق بتربية الأطفال هو التربية الروحية، والبحث عن ماهية الإنسان وخلقه، والاهتمام بنظرية وجود الله سبحانه وتوحيده، والقول بالمبدأ والمعاد وما إلى ذلك مما لم تكن التربية الرومانية تعرفه. وبانتشار المسيحية بين الرومان خلال تلك القرون الثلاثة انزوى الناس عن الثقافة الرومانية واتجهوا إلى الثقافة المسيحية، وأخذت المعاهد الرومانية بأصنامها الثلاثة تنحط، وكانت الكنيسة هي الأم التي حضنت الثقافة الجديدة، وقد أوجدت الكنيسة في الأديرة والكنائس والكاتدرائيات مدارس ابتدائية وثانوية وعالية يعلم فيها الدين الجديد وفلسفته والآداب والتاريخ والطبيعيات طبق تعاليم الكنيسة. وكانت هذه المعاهد مقصورة على رجال الدين وأبنائهم، وغرضها هو تخريج رجال للكنيسة. وقد لمع اسم هذه المعاهد وأضحت المؤسسات الرسمية للتعليم بعد أن اعتنقت الدولة الرومانية الدين المسيحي سنة 391م، وازداد نفوذ تلك المؤسسات الرسمية حين أصدر الإمبراطور جوستينيان سنة 500م أمره بوجوب غلق المعاهد الرومانية الوثنية؛ وبذلك انتصرت التربية المسيحية على التربية الوثنية، ويمكننا أن نقسم المعاهد المسيحية على الشكل التالي: (أ)
الدور الابتدائي:
ويدرس فيه الطفل بمعهد أولي ملحق بالدير أو الكنيسة، ويتلقى فيه مبادئ القراءة والكتابة والدين، وهذا الأمر كثير الشبه بالذي حدث بعدئذ عند المسلمين. (ب)
نامعلوم صفحہ