تربیہ و تعلیم فی اسلام
التربية والتعليم في الإسلام
اصناف
هو في الأصل مصدر «رابط»، قال في المصباح المنير: «الرباط اسم من رابط مرابطة، إذا لازم ثغر العدو.»
135
وقد أطلق لفظ «الرباط» على نوع من الثكنات العسكرية التي تبنى على الحدود الإسلامية وقرب الثغور، يقيم فيها المجاهدون «المرابطون» الذين رابطوا في هذه الأمكنة للدفاع عن دار الإسلام بسيوفهم. وقد كانت الأربطة منتشرة في أيام بني أمية وبني العباس بين ديار الإسلام وديار الحرب. وأجل هذه الربط ما كان في شمالي بلاد الشام وشمالي إفريقية، وقد كانت في تصميمها تشبه الحصون البيزنطية، ومعظمها بني على شكل مستطيل وفي أركانها الأربعة أبراج للمراقبة، أما داخلها فبناء تحف به القاعات التي لا نوافذ لها في الغالب.
136
وقد كان إلى جانب هذه الأربطة ساحات فسيحة معدة لخيول المجاهدين استعدادا لرد العدو أو مبادرته بالقتال تنفيذا لمنطوق الآية الكريمة:
ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله .
ثم على مرور الأزمنة تطور معنى هذه اللفظة، فأصبحت تطلق على الأمكنة التي يرابط فيها من نذروا أرواحهم للجهاد في سبيل الله ونصرة دينه، فأصبحت تطلق على البيوت التي يسكنها المتقشفون والصوفية. قال المقريزي: «الربط جمع رباط، وهو دار يسكنها أهل طريق الله.» قال ابن سيده: الرباط من الخيل الخمسة فما فوقها، وأصلها أن يرابط كل واحد من الفريقين خيله، ثم صار لزوم الثغر رباطا، وربما سميت الخيل نفسها رباطا، والرباط والرباط المواظبة على الأمر. قال الفارسي: هو ثان من لزوم الثغر، ولزوم الثغر ثان من ربط الخيل، وقوله تعالى:
وصابروا ورابطوا
قيل معناها جاهدوا، وقيل واظبوا على مواقيت الصلاة. وقال أبو حفص السهروردي في كتاب عوارف المعارف: وأصل الرباط ما تربط به الخيل، ثم قيل لكل ثغر يدافع أهله عمن وراءهم رباط، فالمجاهد المرابط يدفع عمن وراءه، والمقيم في الرباط على طاعة الله يدفع بدعائه البلاء عن العباد والبلاد، وروى داود بن صالح قال: قال لي أبو سلمى بن عبد الرحمن: يا ابن أخي، لم يكن في زمان رسول الله
صلى الله عليه وسلم
نامعلوم صفحہ