تربیہ و تعلیم فی اسلام
التربية والتعليم في الإسلام
اصناف
30
ومما هو جدير بالإشارة إليه أن الفاطميين كانوا يقيمون حلقات للقصاص في قصورهم يقرءون فيها آيات من القرآن، وبضعا من الأحاديث النبوية والأخبار المروية عن آل البيت، ثم يعلقون على ذلك بما فيه تأييد للمذهب الفاطمي.
31
ولما كثر عدد هؤلاء القصاص وانضم بينهم نفر من الغلاة أو السذج الذين كانوا يتساهلون في رواية الأخبار والأقاصيص الإسرائيلية، انتصب لهم العلماء العاملون والأئمة الصادقون ينتقدونهم، ويحذرون الناس من أباطيلهم وترهاتهم، حتى إن بعض المؤلفين كأبي طالب المكي صاحب «قوت القلوب» لم يضعوا هؤلاء القصاص في الطبقة الرفيعة من رجال الدين أمثال المتكلمين والزهاد والفقهاء، بل جعلهم طبقة أحط منهم قدرا.
32
أما أسلوب الوعاظ الأولين في وعظهم وطرائق قصصهم فقد ضاعت؛ لأن قدماء القصاص لم يحفظوا لنا قصصهم في مدونات، وإنما نعثر على فقرات منه ونماذج من أسلوبه في بعض كتب الأدب القديمة، أو رسائل الصوفية العتيقة، أو كتب بعض الوعاظ المتأخرين أمثال الجاحظ في «البيان والتبيين» وابن عبد ربه في «العقد»
33
وابن الجوزي في «التبصرة» وغيرها من كتبه، والزمخشري في «ربيع الأبرار» وغيرها.
34
ومما يؤسف له أشد الأسف أن هذا القصص، الذي كان في صدر الإسلام وسنيه الأولى عنصرا من عناصر التثقيف والتوجيه والتعليم، أضحى في العصور المتأخرة - أي في القرن الرابع والخامس وما بعدهما - مملوءا بالأباطيل والإسرائيليات والأسجاع السخيفة المملة التي لا غناء كبيرا فيها،
نامعلوم صفحہ