تراجم اعیان

برونی d. 1024 AH
166

تراجم اعیان

اصناف

وقد نظمت تاريخا لوفاته، واتفق له في ذلك كرامة عجيبة . وذلك أنه لما توفي إلى رحمة الله تعالى كانت وفاته بقرية قطنا من توابع وادي العجم من نواحي دمشق)، فحضر إليتا رجلان (2) من مريدي الشيخ وخواص، جماعته ومعهم ابريق من القهوة وقالوا : نريد أن تنظموا لنا أبياقا تتعلق بتأريخ موت الشيخ المذكور . فقلنا : نشرب القهوة وننظر ذلك على بركة الله تعالى . وبينما أنا في شرب القهوة إذ خطر لي مصراع موزون فقلت لجماعة الشيخ : قد خطر لى معراع ، فإن كان الشيخ وليثا فإن حسابه يكون صحيحا موافقا لتاريخ وفاته . والمصراع هو قولي : "مات قطب الشام واحزنا" فشرعت، أحسب في المصراع المذكور فإذا هو حساب مطابق (3) لتاريخ وفاة الشيخ الذكور كما ذكرناه وهذا من أعجب العجاب (12، ومن أغرب الغرايب التي تحار لها الألباب، ولما رأيت صحة حساب التاريخ على ما ذكرناه أكملت عليه نظما فقلت : (1) * بذاكر (2) م رجلا، (2) فاذا حسابه مطابى 4)البايب

============================================================

في جنان الخلد قد تقطنا كامل مثواه في تطنا لم يزل مذ كان متبعا سنتا اكرم به سننا بل أقام الفرض والسشننا ميضيع فرضا لخالقه لم يزل مثل آسمه حسنا سيزه في طول مدته فلذا أرخت نقلته مات قطب الشام واحزنا

============================================================

10 127 ب) حسن باشا بن محمد باشا الوزير الأعظم تولتى ولاية أناطولي ، ثم تولى اوزن الروم . وكان فرهاد باشا سر دارا على العساكر العثانية لغزاة ولاية العجم . فاجتمع به في ولايته المذكورة، فقال إن فرهاد باشا المذكور بنى بعض القلاع في ديار المشرق) ورفع حساب كلفته عليها في دفتر، وطلب من بقية الأمراء إمضاء ذلك الدفتر.

فنهم من أمضاه، ومنهم من رده وما ارتضاه، وبلغنا أن حسن باشا عرض إلى حضرة الخونكار[ بأن] (2) المبلغ الذي رفع حسابه فرهاد باشا السردار في بناء القلاع ليس كما ذكر بل زاد على جانب السلطنة شيئا كثيرا، فنمي الخبر إلى فرهاد باشا بما عرضه حسن باشا، وكان مقيما بأرزن الروم حينئذ. فأرسل إليه وعاتبه على ما بلغه عنه ، فدار بينهما كلام في أثناء المعاتبة، أدى بها إلى قبيح المخاطبة، فقال فرهاد باشا لحسن باشا: أنت صبئ خارج عن الأسلوب، وقال له حسن باشا: أنت أسود الوجه سفلة* كذوب فوضع فرهاد باشا يده في القوس يريد ضربه، ووضع حسن باشا يده على قبضة خنجره قامدا قلبه، فدخل الحاضرون في البين، وبادر (1) ساقطة من الوزير الأعظم (2) الزيادة من 9

============================================================

حسن باشا إلى دواعي الرحيل والبين، ورحل من حينه ، خوفا من إسراع حينه، لأن السردار قادر على قتل من أراد من الأمراء، وإن كان حسن باشا معدودا في امارته من أقران الوزراء. ولم يزل يحوب الفيافي، ويرد كل كتدر وصافي، حتى ورد قسطنطينية المحميية ، على غفلة من ساير البرية فاجت لقدومه الدولة واضطربت) وجزعت لرحيله إلى الباب نفس السردار وما اصطبرت، ويقال إن حسن باشا اشترى تفتيش السردار بأحمال من الذهب عده ، ورأى ذلك له أنفع عده فسار الخبر إلى السردار، فقبل الأحمال خوفا من التفتيش على سبيل الاضطرار، وبدل حسن باشا عن ولاية ارزن الروم بالشام ، وعاد اليها طائرا لشدة الشوق والغرام) فوصل اليها ثانيا، ولعنان الاقامة نحوها ثانيا ومن عجيب مابلغنا أن رجلا من الجاويشية الذين لهم قدم في خدمة السلطنة رأى والد حسن باشا وهو المرحوم محمد باشا في النوم قبل أن يصل حسن باشا إلى قسطنطينية (2128) عند فراره من السردار كما ذكرتا، فقال له : يافلان ، اذهب إلى جميع أركان الدولة وأوصهم بحسن ولدي ، وقل لهم إني أوصيهم به فقام الرجل المذكور متعجبا، ودار على أرباب الدولة وذكر لهم الواقعة فتعجتبوا من واقعة حاله وحال الواقعة، ولم يعلموا السبب في الرؤيا المذكورة، لآنهم لاعلم لهم بأن السردار قاقل حن باشا وقابله، وناضله وناصله، حتى إن خبر الرؤيا المذكورة نمي إلى حضرة السلطان مراد، ولم يعلم أحد من ذلك بالمراد، فما راعهم إلأ قول الناس : قدم حسن باشا . ولم يعلموا ما أراد بالقدوم وما شا (1) وعلم الناس كلهم أن والده الوزير كان (1) م، ب و ولم بلم بالقدوم ولا شا، اثتنا رواية

============================================================

من أهل الولاية، وأنه لم يففل عن ولده ولا بعد الموت بدليل ماصدر عليه من الوصاية ومكث حسن باشا المذكور في ولايته للشام المرة الثانية تزيد على سنتين، ثم عزل عنها، ثم أعيد اليها ثالثا . ولم يسبق لغيره من أمراء آل عثمان أن يتولى الشام ثلاث مرات ومن عجيب ماوقع في أيامه أن رجلا من بوابي السلطنة العثانية، قد قدم إلى دمشق بأحكام سلطانية) في أمر يتعلكق بالاشقياء بني الخطاب خذلهم الله تعالى. وذلك أنهم أكاوا ميراث رجل يقسال له عحمود الأعور وكان ميراثه يعود للسلطنة لعدم قريب يرثه فحضر البواب المذكور للتفتيش على مال الرجل المذكور، وكان امم البواب محمودا وكان لقبه بالتركية تكري بلهاز (1) يعني الذي لايعرف ربته. فتجاوز محمود الذكور في الأمور حتى أنه سجن من العلماء الشيخ اسماعيل النابلسي المتقدم ذكره (2). وسجن معه الشيخ محمد الحجازي الحمصي الشافعي الآتي ذكره إن شاء الله تعالى . وبالغ محمود الذموم في التعدي الى أن ملأ قاعة بني الزمن بدمشق من المسجونين الأعيان بغير طريق، فكتب بعض، أعيان دمشق في شانه مكاتيب وأرسلوها الى الباب العالي . فحضرت المكاتيب الى حضرة المفتي الأعظم شيخ الاسلام الشهير بهوي زاده ، بلتفه الله في الجنة الحسنى وزاده) بما فعل عمود المذموم مفصلا، فعرضها على حضرة المرحوم السلطان مراد بواسطة الوزير سياوس باشا فخرج الحكم السلطاني على موجب الفتوى الشريفة بقتل البواب محمود بعد الإثبات عليه، فورد الحكم الى دمشق وأمير الأمراء بها حسن باشا (128 ب) صاحب الترجمة وقاضي القضاة بها علي أفندي بن المرحوم قاضي العساكر سنان جلبي أفتدي (1) و تكوي بلهاز، (2) الظر س 61 من هذا الجزء

نامعلوم صفحہ