وهي مشهوره.
بحيرة قدس:
وهي بحيرة حمص طولها من الشمال إلى الجنوب نحو ثلث مرحلة وسعتها طول السد حسبما نذكره وهي مصنوعة على نهر الأرنط فإنه قد صنع في طرف البحيرة الشمالي سد بالحجر من عمارة الأوائل وينسب إلى الإسكندر، وعلى وسط السد المذكور برجان من الحجر الأسود، وطول السد شرقا وغربا: ألف ومائتان وسبعة وثمانون ذراعا، وعرضه: ثمانية عشر ذراعا ونصف ذراع، وهو حابس لذلك الماء العظيم؛ بحيث لو خرب السد سال الماء وعدمت البحيرة وصارت نهرا وهي في أرض مستوية، وهي عن حمص بعض يوم في غربيها ويصاد بها السمك.
بحيرة الأفامية:
وهي عدة بطائح تفوت الحصر بين غابات من الأقصاب وأعظم تلك البطائح بحيرتان: إحداهما جنوبية والأخرى شمالية وماؤها من نهر الأرنط يصب هناك من جهة الجنوب فيصير منه تلك البطائح، ثم يخرج النهر المذكور عند النهاية الشمالية لهذه البطائح والغابات والبحيرة الجنوبية من البحيرتين هي بحيرة أفامية وسعتها بالتقريب نحو نصف فرسخ، وقعرها قريب دون قامة الإنسان، وأرضها موحلة لا يقدر الإنسان على الوقوف فيها ويحيط بها القصب والصفصاف من كل جانب، وفي وسطها جمم قصب وبردي؛ ولذلك لا يكاد أن تنظر العين إلى جمعيها؛ لأن الجمم التي بها تحجب بعضها ويكون بها وبغيرها من البطائح المذكورة من أنواع الطير مثل: التمات، والغريرات، والبجعات، والأصواغ، والإوز، والطيور التي تأكل الأسماك مثل: الجلط، والأبيضانيات، وغير ذلك من طير الماء ما لم يكن مثله في شيء من البحيرات التي بلغنا خبرها، وفي أيام الربيع ينبت بهذه البحيرة المذكورة النيلوفر الأصفر حتى يغطي جميعها بحيث يستر الماء عن آخره بورقه وزهره وتبقى المراكب سائرة بين ذلك النيلوفر.
صفحہ 44