ذكر بحر نيطش
وبحيرة ما نيطش المتصلة به المعروفة في زماننا ببحر الأزق: وهي مدينة على ساحله الشمالي فرضة للتجار، ويعرف بحر نيطش في زماننا: ببحر القرم وبالبحر الأسود وماؤه يجري ويمر على القسطنطينية ويتضايق حتى يصب في بحر الروم ولهذا تسرع المراكب في سيرها من القرم إلى بحر الروم، وتبطئ إذا جاءت من نحو الإسكندرية إلى القرم؛ لاستقبالها جريان الماء.
ويصب بحر القرم في جنوبي القسطنطينية وهذا الخليج القسطنطيني وإن كان بمنزلة الذنب لهذا البحر؛ ولكن هو أشهر جوانبه فنبتدئ بتعريفه من البر الشرقي المقابل للقسطنطينية ونذكر ما على ساحله الشرقي ثم نستدير على ساحله الشمالي ثم الغربي؛ حتى نصل إلى القسطنطينية.
فنقول: إن القسطنطينية وهي إسطنبول على الخليج المذكور من غربيه وقبالتها من البر الآخر الشرقي قلعة تسمى الجرون وهي خراب وبينها وبين إسطنبول عرض الخليج وهو مقدار يسير يرى الإنسان صاحبه من البر الآخر، فعلى هذا عرض الجرون وقسطنطينية واحد ويكون الجرون أطول بشيء يسير فعلى هذا طول الجرون خمسون درجة والعرض: خمس وأربعون بعرض قسطنطينية، وأطول بعشر دقائق تقريبا فيمتد الخليج القسطنطيني المذكور من الجرون شمالا بميلة يسيرة إلى الشرق إلى مدينة يقال لها: كربي من أعمال أسطنبول وكربي على الفم الشمالي للخليج المذكور.
ومن عند كربي يأخذ البحر المذكور في الاتساع إلى جهة الشرق فيمتد إلى مدينة يقال لها: بنترقلي، ثم يمتد شرقا وشمالا إلى مدينة يقال لها: كترو وهي آخر مدن قسطنطينية التي على هذا الساحل، ثم يمتد من كترو إلى مدينة يقال لها: كنلي.
صفحہ 35