Taqwim al-Lisanin
تقويم اللسانين
ناشر
مكتبة المعارف
ایڈیشن نمبر
الأولى
اشاعت کا سال
١٣٩٨ هـ - ١٩٧٨ م
اصناف
حُبِّهِ﴾ وقوله: (٢: ١٧٧) ﴿وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ﴾ فإن هؤلاء تصدقوا وهم يحبون ما تصدقوا به، وقد لا يكون لهم حاجة إليه ولا ضرورة به، وهؤلاء آثروا على أنفسهم مع خصاصتهم وحاجتهم إلى ما أنفقوه.
ومن هذا المقام تصدق الصديق ﵁ بجميع ماله، فقال له رسول الله ﷺ، ما أبقيت لأهلك؟ فقال: أبقيت لهم الله ورسوله). وهكذا الماء الذي عرض على عكرمة وأصحابه يوم اليرموك، فكل منهم أمر بدفعه إلى صاحبه، وهو جريح مثقل أحوج ما يكون إلى الماء، فرده الآخر إلى الثالث حتى ماتوا عن آخرهم، ولم يشربه أحد منهم ﵃ وأرضاهم.
وقال البخاري بسنده إلى أبي هريرة قال: أتى رجل رسول الله، ﷺ، فقال: يا رسول الله، أصابني الجهد، فأرسل إلى نسائه فلم يجد عندهن شيئا، فقال النبي ﷺ: ألا رجل يضيف هذا الليلة، ﵀، فقام رجل من الأنصار فقال: أنا يا رسول الله، فذهب إلى أهله فقال لامرأته: هذا ضيف رسول الله ﷺ، لا تدخريه شيئا، فقالت: والله ما عندي إلا قوت الصبية، قال: فإذا أراد الصبية العشاء فنوميهم، وتعالي فاطفئي السراج، ونطوي بطوننا الليلة ففعلت، ثم غدا الرجل على رسول الله ﷺ، فقال: لقد عجب الله ﷿، أو ضحك من فلان وفلانة، وأنزل الله تعالى: ﴿وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ﴾ وفي رواية لمسلم تسمية هذا الأنصاري بأبي طلحة.
وقوله تعالى: ﴿وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾
1 / 84