بعض من النساء المحجبات يسرن بهدوء وسكينة.
جماعة من اليهود يتحولون بأنفة وازدراء عن سامري بائس.
صراخ وضحك وأصوات مختلفة، ترتفع من على شواطئ البحيرة ...
طاقات من الزهور تتمايل هنا وهناك، أغصان الخروب يتنحى بعضها عن بعض ... هو ذا صبية صغار يتسابقون ... ثمة فراشات شفافة ذات أجنحة ملونة بذهب وفضة تجنح مع النسيم حيثما يجنح ... والأولاد الأحداث يركضون وراءها ويتسابقون. •••
هو ذا رجل لا يزال في ريق عمره قد ظهر في منعطف الطريق، إنه يمشي متثاقلا، ويتوكأ على عصا طويل، وغبار السفر يملأ ثيابه؛ أراه يقود حمارا ذلولا على ظهره امرأة مرتدية ثوبا أسود، تحمل على ذراعيها طفلا نائما، لقد انحنت وتلفظت ببعض كلمات ... هو ذا المسافرون قد عرجوا عن الطريق إلى غيضة كثر فيها الليمون والنخيل؛ إنهم يستريحون على بساط من العشب في ظلال أشجار عطرية؛ لقد ناموا ملء عيونهم بعد أن استأنسوا بزقزقة الطيور المسكرة ... •••
صراخ موجع يتصاعد من الأبعاد!
لقد انقطع الضحك على كثيب الشاطئ، وتهافت الشعب بذعر شديد!
هذه امرأة سامرية تنتصب قبيل البحر، رافعة ذراعيها المضطربتين وعيناها التائهتان تحدقان في المياه! إنها تصرخ قائلة: ولدي! ولدي!
هو ذا صياد غطس في الماء بين الأمواج المصطخبة، وعاد إلى الشاطئ صفر اليدين؛ لقد عقبه ملاح، ثم صعد من المياه وبين يديه جثة هامدة! إنه يضع الولد على قدمي أمه الثكلى!
أرى هذه المسكينة تنظر إلى ولدها الميت بمقلة يائسة! ...
نامعلوم صفحہ