فأشار الملك إلى الأب بلاسيد بأن يخرج لإحضار بعض من الدجاج والحجال، وبقي ساجدا على ركبتيه ينظر بحزن عميق إلى آلام الكاهن الموجع، بعد هنيهة عاد الأب بلاسيد ومعه دجاجتان وثلاثة حجال.
أما الملك فأخذ حجلا وقطع جانحيه بيده الملكية ووضعهما واحدا بعد الآخر في فم الأجذم، وكان الدم الفاسد يتقطر قطرة قطرة على يد الملك الساجد على ركبتيه، حتى اضطر إلى غسل يديه مرتين متواليتين؛ ثم سكب بعضا من النبيذ في كأس من الزجاج وقدمه بصعوبة كلية إلى الأجذم المسكين.
عند هذا لم يملك جوانفيل نفسه من ذرف دمعة حرى سقطت من عينيه الطافحتين بالشفقة والرحمة.
وأخيرا أخذ الملك يد الكاهن وقال له: أي مجد عظيم ستنال في السماء بعد هذه الآلام المرة؟ ألا فاضرع لأجلي أمام الله يا رمزا حيا للأجذم الإلهي!
ثم انتصب على قدميه وقبل وجه المريض الطافح بالدم الفاسد، فصرخ هذا صرخة عظيمة وجمد في مكانه ...
يا للعجائب! لم يكد الملك يضع شفتيه على وجه الكاهن حتى زال البرص، وبرقت مقلتا الأجذم من خلال وجهه الوردي! عند هذا تنهد الكاهن وترك شفتيه تتلفظان بهذه الكلمات: المجد لله في العلاء!
فتحول الملك إلى جوانفيل وقال له: جوانفيل، هل عرفت الآن من هو الله؟
فأجابه جوانفيل: آه يا مولاي الكريم، إن الله لأرحم الراحمين!
الزهرات البيضاء
في ذلك الحين كان أركلاوس بن هيرودس السفاك ملكا على اليهودية.
نامعلوم صفحہ