وكأن رؤيا من رؤى السماء لامست مخيلة الكاهن، فشاهد تمثال الطفل الإلهي ينثر بيديه الصغيرتين أوراق وردة أرجوانية، فهتف قائلا: وردة الجنة! وردة الجنة!
واغرورقت عيناه بالدموع وقال: آمنت بالله! آمنت!
راهب وملك
دير روايومون يحتفل بعيد عظيم.
سينال الرئيس الجزيل الاحترام المنتخب من الكهنة القانونيين طاعة الرهبان وخضوعهم؛ لأنه سيد المدينة المطلق ومولاها الآمر.
أما الكنيسة الكبرى فقد غص فيها الجمهور المحتشد بين أعمدتها الضخمة، حتى إنك لتسمع من حين إلى آخر ضجة مبهمة تتصاعد من بين هذا الشعب، كأنما هي اصطخاب الأمواج في بحر هائج ...
فتحت شباك الخورس، وتقدمت طائفة مؤلفة من مئتي راهب أبيض، يتبعهم الرئيس واضعا على رأسه تاجا من الصوف، وفي يده المضطربة عكاز من العاج.
عند هذا علا الهتاف وامتد حتى ضاقت به رحابة الكنيسة، وسمعت أصوات تهتف قائلة: مبارك هو القادم باسم المسيح! ... حياة طويلة لسيدنا روبير! ... حياة طويلة! ... حياة طويلة! ...
صعد الرئيس الجزيل الاحترام إلى العرش المعد له في الكنيسة الكبيرة، ورفع ذراعيه الكبيرتين نحو السماء، وبصوت تقطعه العاطفة والشفقة قال: نحمدك اللهم!
فأكمل الرهبان قائلين بغبطة تقوية: نعترف بك يا رب، وتحترمك الأرض كلها أيها الآب الأزلي!
نامعلوم صفحہ