تنزیہ القرآن عن المطاعن
تنزيه القرآن عن المطاعن
اصناف
وربما قيل في قوله تعالى (لا يذوقون فيها بردا ولا شرابا) كيف يذاق البرد وإنما خلقت هذه الحاسة ليذاق بها الطعم؟ وجوابنا ان البرد قد يذاق بحاسة الطعم لا من حيث كانت حاسة لكن لأن محل الذوق يدرك به البرد ومعلوم من حال المشرب أنه يكون باردا يبلغ في اللذة ما لا يبلغه ما ليس كذلك فهذا معنى الكلام. وربما قالوا في قوله تعالى من قبل (وجعلنا نومكم سباتا) كيف يصح ذلك والسبات والنوم واحد فكأنه قال وجعلنا نومكم نوما؟ والجواب أن السبات هو نوم مخصوص يجد الانسان فيه من الراحة ما لا يجده في غيره ولذلك يوصف ذو النوم عند التعب بأنه في سبات ولا يوصف بذلك إلا وقد غرق في النوم فبين تعالى نعمته بهذا النوع وقوله تعالى (إن جهنم كانت مرصادا) فالمراد به أنها طريق الكل ثم بالقرب منها يتميز المثاب من غيره كما قال تعالى (ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جثيا) وأما قوله تعالى (يوم يقوم الروح والملائكة صفا) فقد قيل إن المراد به جبريل عليه السلام وقد قيل هو ملك في صورة آدم صلى الله عليه وسلم وقد قيل بل المراد من له الروح وهم بنو آدم فذكر تعالى انهم يقومون والملائكة بهذا الوصف وأن جميعهم لا يتكلمون إلا بإذن الرحمن وأنهم لا يتكلمون في الآخرة إلا بالصواب نبه تعالى بذلك على الفصل بين الآخرة والدنيا.
صفحہ 447