تنزیہ القرآن عن المطاعن

Al-Qadi Abd al-Jabbar d. 415 AH
227

تنزیہ القرآن عن المطاعن

تنزيه القرآن عن المطاعن

اصناف

وربما قيل في قوله تعالى (قال فإنا قد فتنا قومك من بعدك) ما الوجه في ذلك وقد آمنوا به. وجوابنا ان المراد بذلك تشديد المحنة على أمة الرسول لأن في حال حياته تكون المحنة أخف منها بعد وفاته وكذلك حال حضوره تكون المحنة أخف من حال غيبته ولذلك قال تعالى (وأضلهم السامري) بما اتخذه من العجل.

[مسألة]

وربما قيل في قوله تعالى (وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى) والوصف المتقدم هو الاهتداء. وجوابنا انه لزم هذه الطريقة وحفظها لما كلف من الطاعات لينتفع بذلك.

[مسألة]

وربما قيل ما معنى قوله تعالى حكاية عمن لم يعبد العجل من بني اسرائيل (ما أخلفنا موعدك بملكنا) وما الفائدة في ذلك لأن هذا الكلام لا معنى له؟ وجوابنا ان مرادهم إنا لم نجد السبيل إلى رد من عبد العجل ولم نتمكن من ذلك فلم نخلف ما كنا وعدناك من إنكار مثل ذلك.

[مسألة]

وربما قيل في قوله تعالى (قال يا بن أم لا تأخذ بلحيتي ولا برأسي) كيف يجوز ذلك على الانبياء وقد أدبه الله تعالى بقوله (فقولا له قولا لينا) فأمره بذلك في معاملة فرعون ويفعل بأخيه مثل هذا الفعل. وجوابنا أن ظاهر ذلك لا يدل على ان موسى فعل وإن كان هارون جوز أن يفعل والذي في القرآن أنه أخذ برأسه يجره إليه ليظهر لبني إسرائيل غضبه عليهم ومثل ذلك يحسن كما يحسن ان يأخذ نفسه فأحب هارون أن لا يفعل ذلك وإن كان فيه إنكار وإظهار للغضب ويفعل ما يقوم مقامه.

[مسألة]

صفحہ 257