تنزيه الأنبياء
تنزيه الأنبياء
المعنى وقد ذكرناه في كتابنا الشافي المقدم ذكره.
فأما أمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام
فإنما عدل أن يقتل ابن جرموز بالزبير لأحد أمرين إن كان ابن جرموز قتله غدرا وبعد أن أمنه أو قتله بعد أن ولى مدبرا وقد كان أمير المؤمنين (ع) أمر أصحابه أن لا يتبعوا مدبرا ولا يجهزوا على جريح فلما قتل ابن جرموز الزبير مدبرا كان بذلك عاصيا مخالفا لأمر إمامه (ع) فالسبب في أنه لم يقيده به أن أولياء الدم الذين هم أولاد الزبير لم يطالبوا بذلك ولا حكموا فيه وكان أكبرهم والمنظور إليه منهم عبد الله محاربا لأمير المؤمنين (ع) مجاهرا له بالعداوة والمشاقة فقد أبطل بذلك حقه لأنه لو أراد أن يطالب به لرجع عن الحرب وبايع وسلم ثم طالب بعد ذلك فانتصف له منه وإن كان الأمر الآخر وهو أن يكون ابن جرموز ما قتل الزبير إلا مبارزة بغير غدر ولا أمان نقدم على ما ذهب إليه قوم فلا يستحق بذلك قودا ولا مسألة هاهنا في القود فإن قيل على هذا الوجه ما معنى بشارته بالنار قلنا المعنى فيها الخبر عن عاقبة أمره لأن الثواب والعقاب إنما يحصلان على عواقب الأعمال وخواتيمها وابن جرموز هذا خرج مع أهل النهر على أمير المؤمنين (ع) فقتل هناك فكان بذلك الخروج من أهل النار لا بقتل الزبير فإن قيل فأي فائدة لإضافة البشارة بالنار إلى قتل الزبير وقتله طاعة وقربة وإنما يجب أن يضاف البشارة بالنار إلى ما يستحق به النار قلنا عن هذا جوابان أحدهما أنه (ع) أراد التعريف والتنبيه وإنما يعرف الإنسان بالمشهور من أفعاله والظاهر من أوصافه وابن جرموز كان غفلا خاملا وكان فعله بالزبير من أشهر ما يعرف به مثله وهذا وجه في التعريف صحيح والجواب الثاني أن قتل الزبير إذا
صفحہ 159