تنزيه الأنبياء

Al-Sharif al-Murtada d. 436 AH
143

وإنما العجب من إظهاره شيئا من ذلك مع ما كان عليه من شرف الفتنة وخوف الفرقة وقد كان (ع) يجهر في كل مقام يقومه بما هو عليه من فقد التمكن وتقاعد الأنصار وتخاذل الأعوان بما أن ذكرنا قليله طال به الشرح وهو (ع) القائل

والله لو ثنيت لي الوسادة لحكمت بين أهل التوراة بتوراتهم وبين أهل الإنجيل بإنجيلهم وبين أهل الزبور بزبورهم وبين أهل الفرقان بفرقانهم حتى يظهر كل كتاب من هذه الكتب ويقول يا رب إن عليا قد قضى بقضائك

وهو القائل (ع) و# قد استأذنه قضاته فقالوا: بم نقضي يا أمير المؤمنين (ع) فقال (ع) اقضوا بما كنتم تقضون حتى تكون الناس جماعة أو أموت كما مات أصحابي

يعني (ع) من تقدم موته من أصحابه والمخلصين من شيعته الذين قبضهم الله تعالى وهم على أحوال التقية والتمسك باطنا بما أوجب الله جل اسمه عليهم من التمسك به وهذا واضح فيما قصدناه وقد تضمن كلامنا هذا الجواب عن سؤال من يسأل عن السبب في امتناعه (ع) من رد فدك إلى يد مستحقها لما أفضى التصرف في الإمامة إليه (ع) مسألة فإن قيل فما الوجه في تحكيمه (ع) أبا موسى الأشعري وعمرو بن العاص وما العذر في أن حكم في الدين الرجال وهذا يدل على شكه في إمامته وحاجته إلى علم بصحة طريقته ثم ما الوجه في تحكيمه فاسقين عنده عدوين له أوليس قد تعرض بذلك لأن يخلع إمامته ويشككا الناس فيه وقد مكنهما من ذلك بأن حكمهما وكانا غير متمكنين منه ولا أقوالهما حجة في مثله ثم ما العذر في تأخيره جهاد المرقة الفسقة وتأجيله ذلك مع إمكانه واستظهاره وحضور ناصره ثم ما الوجه في محو اسمه من الكتاب بالإمامة وتنظره بمعاوية في ذكر نفسه بمجرد الاسم المضاف إلى الأب كأفعل ذلك به وأنتم تعلمون أن بهذه الأمور ضلت الخوارج مع شدة

صفحہ 144