ما قالوه فيهلكوا بأذيته فتصح عليهم اللعنة في الدارين والعذاب الأليم بدليل الكتاب قال الله تعالى {إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعد لهم عذابا مهينا}
وأيضا أنه لما سمع أن الله تعالى عاتب داوود صلى الله عليه وسلم في قوله {أكفلنيها} قال هو أمسكها وسقط العتاب
وأما قوله {واتق الله} يعني في ذكرها بالقبح لغيبها في قوله تقول لي كذا وتفعل بي كذا وهي غائبة فنهاه عن الغيبة المنهي عنها شرعا بدليل أن قول زيد أطلقها كلام مباح ليس فيه حظر ولا كراهة في الشرع
وأما قول الله عز وجل لنبيه صلى الله عليه وسلم {وتخفي في نفسك ما الله مبديه} يعني من تزويجها الذي أمرتك به أو أعلمتك به
وأما قوله تعالى {وتخشى الناس} أي تخشى من قول الناس على حذف حرف الجر كأنه يقول تخشى من الناس أن يقولوا فيك فيأثموا ويهلكوا والله أحق أن تخشاه
أي تخشى منه على الناس وللناس حتى يقع مرادي فيك وفي الناس إذ ليس احتياطك يغني عنهم من الله شيئا فلا عليك ممن قال ولا ممن أثم فأنا أعلم بما يقولون وبما أجازيهم كما قال تعالى له ليس لك من الأمر شيء و (ليس عليك هداهم) و {إنك لا تهدي من أحببت} إلى غير ذلك
صفحہ 56