{يعملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل} والتماثيل قد تكون على صور الأناسي قال امرؤ القيس
(ويا رب يوم قد لهوت وليلة ... بآنسة كأنها خط تمثال)
وأما إن عبدت هي صنما من غير أن يشعر به سليمان عليه السلام فلا بأس عليه في ذلك فإن الأنبياء عليهم السلام عنوا بالظواهر وأمر البواطن إلى الله تعالى وقد كان المنافقون يصلون خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم ويعبدون الأصنام في بيوتهم خفية منه جاء في الصحيح عنه عليه السلام أنه قال (أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله) الحديث ... ... ... إلى قوله (وحسابهم على الله) يعني فيما أبطنوه
وأما قولهم إنها طلبت منه أن يحكم لأخيها على خصمه فقال لها نعم فيجوز له أن يقولها وهو يضمر في نفسه إذا كان الحق له لا عليه ثم طيب نفسها ب نعم لكون النساء تطيب أنفسهن بمثل هذه المشتبهات لضعف عقولهن وجهلهن بالحقائق ولا يجوز في حقه سوى هذا بدليل أنه لو أضمر في نفسه أن يحكم له والحكم عليه لوقع في كبيرة محرمة وهي أن ينوي أن يحكم بالجور وحاشاه من ذلك وهو لا يجوز عليه ذلك كما تقدم
وأما كون الشيطان يخلفه على كرسيه ويحكم بالباطل فليس على نبي
صفحہ 40