(2) الصنفح الأعلى : أى الجانب الأعلى ، بمعنى الملأ الأعلى (3) أى : أعطاهم ، وجعل أمره من الأشياء إليهم .
التنوير في إسقاط التدبير الخامس : علمك أنك ملك لله ولبس ندبر ما هو لغيرك، فما ليس لك ملكه ليس لاد تدبيره ، وإذا كنت أيها العبد لا تنازع فيما نملك ولا ملك لك إلا بنمليكه إبياك وليد لك ملك مقيفى وإنما هي نسبة شرعية أوجبت الملك لك من غير شيء قانع بوصفد سنوجب به أن نكون مالكا فأن لا تنازع الله فيما يملكه أولى وأحرى، وقد قال سبحانه : (إن الله اشترى من المومنين أنفسهم وأموالهم بان لهم الجنة النوبة : 111] ، فلا ينبغى أن يكون بعد المبايعة تدبير ومنازعة ؛ لأن ما بعنه وجب عليك نسليمه وعدم المنازعة فيه ، فالندبير فيه نفض لعقدة المبايعة ، ودخلت على الشبيخ أبى العباس العرسى رضى انه عنه - يوما فشكوت اليه بعض أمرى فقال: إذا كانت نفسك لك فاصنع بها ما شنت، ولن تستطيع ذلك أبدا، وإن كانت لبارثها سلمها له يصنع بها ما يشاء، ثع قال : الراحة في الإسنسللم إلى الله، وترك الندبير معه وهو العبودية قال ابن أدهم(2) - رضى الله عنه : نمت ليلة عن وردى فاسنيقظت فندمت، فنمت بعد ذلك ثلاثة أيام عن الفرائض ، فلما اسنيقظت سمعت هاتفا يقول: 1) سيدى ابو العباس المرسى : لعمد بن عمر الأتصارى المالكى ، قطب الزمان وقدوة الأوان ، وعلم الهداية العشار إليه بالولاية ، نزل إسكندرية ، وكان من اعظم العارفين واكابر الععققيت ، ومن كلامه : لى أربعون سنة ما عحجبت عن الله طرفة عين . ومن قلامه ايضا : من لعب الظهور فهو عبد الظهور ، أو الغفاء فهو عبد الغفاء ، ومن كلن عبدا لله فسواء عليه اظهره أم لغفاه وقال : شاركنا الفقهاء فيما هم فيه، ولم يشاركونا فيما نحن فيه. وكان شيغا لسيدى ابن عطاء الله - رضى الله عنهما - وهو الذى تربى على يده ، ومات سنة سبع وتسعين وستمانة . انظر الكواكب الدرية في تراجع السادة الصوفية، للإمام المناوى (ج-2 ص120 : ص (2) سيدى إبراهيم بن ادهم : أبو إسحاق إبراهيم بن ادهم بن منصور ، كان من كورة تبلخ" من أولاد العلوك . من كلامه : من علامة العارف بالله أن يكون اكبر همه الغير والعبادة واكثر كلامه لثناء والمدحة . انظر "الطبقات الكبرى" (ج1 ص 12 : ص 121) .
38 التنوير في إسقاط التدبير كل شىء لك مففور ب وى الاعراض عنا قد غفرنا لك ما فات بقى ما فات منا نم قيل لى : با إبر اهيم كن عبدا، فكنت عبدأ لله فاسنرحت.
الساديي : علمك بأنك في ضيافة القه؛ لأن الدنيا دار الله، وأنت نازل بها عليه ، ومن حق الضيف أن لا يعول هما مع رب المنزل ، قيل للشيخ أبى مدين (1) - رضى الله عنه : يا سيدى ما لنا نرى المشايخ بدخلون في الأسبلب وأنت لا ندخل فيها؟ قال : با أخى أنصفونا ، الدنيا دار الله، ونعن فيها ضيوفه ، وقد قال علبه السلام : «الضيلقه ثلاثة أيام» قلنا : عند الله ثلاثة ايام ضيافة، وقد قال سبحانه: (وإن يوما عند ربك كألف سنة) االحج : 47] قلنا : عند الله تعالى ثلاثة آلاف سنة ضيافة مدة إقامتنا فى الدنيا منها ، وهو مكمل ذلك بفضله في الدار الآخرة ، وزاند على ذلك الخلود الدائع .
السابع: نظر العبد إلى قيومية الله به في كل شيء، ألم نسمع قوله : (الله لا إله إل فو الحي القيوم) [البفرة :255]؟ فهو سبحانه قيوم الدنيا والآخرة ، قيوم الدني بالرزق والعطاء، والآخرة بالأجر والجزاء، فإذا علم العبد قيومبة ربه به وقبامه عليه ألفى قياده إليه، وانطرح بالاسننللم بين يديه، فالقى نفسه بين يدى ربه مسلما ناظرأ ما يرد عليه من الله عكما 1) سيدى أبو مذين : المغربى ، من أعيان مشايخ المغرب وصدور المربين ، وشهرته تغنى عن نعريفه، واسمه شعيب، وولده مدين هو المدفون بمصر بجامع الشيخ عبد القادر الدشطوطى ، وأما والده فهو مدفون بتلعسان بارض المغرب في جبانة العبادلة وقد ناهز النمانين، وقبره ثع ظاهر يزار ، ومن كلامه : الغيرة ان لا تعرف ولاتعرف . انظر الطبقات الكبرى" (ج-1 ص261 : ص 4 التنوير في إسقاط التدبير الثامن : وهو اشنغال العبد بوظائف العبودية النى هي مغياه (1) بالعمر لقوله : «واعبد ربك عتى يأتيك اليقين) [الحجر : 99] ، فإذا نوجهت همنه إلى رعاية عبودينه شغله ذلك عن الندبير لنفسه والاهنمام لها ، قال الشيخ أبو الحسن (2) : اعلم أن لله عليك في كل وقت سهما في العبودية يفتضيه الحق سبحانه منك بحكع الربوبية . انهى كلامه .
والعبد مطالب بذلك ومسنول عنه وعن لنفاسه النى هي لمانة الحق عنده فأين الفراغ لأولى البصائر من حقوق الله حتى يمكنهم التدبير لأنفسهم والنظر فى مصالحها باعتبار حظوظها ومأربها ؟ ولا يصل لحد إلى منة الله إلا بغيبته عن نفسه وزهده فيها ، مصروفة همنته إلى محاب الله متوفرة دواعيه على موافقته ، دانب على خدمته ومعاملته، فبحسنب خيبك عن نفسك فناء عنها بحسنب ما يبقيك الله به ؛ لذلك قال الشيخ أبو الحسن : أيها السابق إلى سبيل نجاته النائق إلى حضرة جنابه أقلل النظر إلى ظاهرك إن أردن فتح باطنك لأسرار ملكوت ربك التاسع : وهو أنك عبد مربوب وحق على العبد أن لا يعول همأ مع المولى مع النصافه بالإفضال وعدم الإهمال ، وأن روح مقام العبودية الثقة بالله والاستسلام إلى الله، وكل واحد منها يناقض الندبير مع الله ، بل على العبد أن يقوم بخدمته والسير يقوم له بمننه، وعلى العبد القيام بالغدمة والسيد يقوم له بوجود النعمة ، وافهع قوله تعالى : (ولمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها لا نسلك رزقا) إطه :2 أى : ق بخدمننا ونحن نقوم لك بايصال قسمدنا ى : غايتها وتهابتها مع انتهاء عمر ابن آدم.
2) سبقت ترجمته - رضى الله عنه وارضاه أى : وهو دائب، فهو غبر لمبتدا معذوف تقديره (هو).
= التنوير في إسقاط التدبيي العاشر : عدم علمك بعواقب الأمور، فربما دبرت أمرا ظننت أنه لك فكان عليك، وربما أنت الفواند من وجوه الشدائد، والشدائد من وجوه الفوائد ، والأضرار من وجوه المسار (1)، والمسار من وجوه الأضرار ، وربما كمنت المنن فى المحن والمحن في المنن ، وربما انتفعت على أيدى الأعداء ، وأوذيت على ايدى الأحباء فإذا كان الأمر كذلك فكيف يمكن لعاقل أن بدبر مع الله ولا يدرى المسار فيأنيها ولا المضار فينقيها ؛ ولذلك قال الشيخ أبو الحسن : اللهم إنا قد عجزنا عن دفع الضر عن انفسنا من حيث نعلع بما تعلم ، فكيف لا نعجز عن ذلك من حيث لا نعلم بما لا نعلم؟ ويكفيك قول الله سبحانه: (وعسنى أن تكرفوا شينا وهو خير لكم وعسى أن تعبوا شئا وهو شر لكم) االبقرة : 216]، وكم مرة أردت ليها العبد أمرا فصرفه عنك فوجدت لذلك غما في قلبك وحرجا في نفسك حنى إذا كشف لك حقيقة ذلار علمت أن الله سبحانه نظر لك بحسن النظر من حيث لا ندرى وخار (2) لك من حيث لا تعلم، وما أقبح مريد لا فهم له، وعبد لا استسلام له، فكنت كما قيل : وكم رعت لمرا غرت لى في انصرافه 5 فلا زلت بى منى إبر وارعما عزمت على أن أعس بغاطرى على القلب إلا كنت أنت المقدما وأن لا ترانى عند ما قد نهيتنى ، لكونك في قلبى كبيرا معظماا ويحكى أن بعضهم كان أى شىء قيل له أنه ابثى به أو أصيب فيه يقول : خيرة ، فانفق لبلة أن جاء ذنب فلكل ديكا فقيل له فقال : خيرة ، شم ضنرب في تك الليلة كلبه فقنل، فقال: خيرة، نح نفق حماره فمات، فقال: خيرة، فضاق أهله بكلامه هذا ذرعا (1) المسار : جمع مسنرة ، وهى ما يوجب الفرح لصاعبه فتار لك.
(3) الأبيات من بحر الطويل ، ووزنه : (فعولن مفاعيلن فعولن مفاعلن) مرتيرين.
التنوير في إسقاط التدبير انفق أن نزل بهم في نلك اللبلة عرب أغاروا عليهم فقنلوا كل من الحلة(1) ، ول يسلع غيره وأهل بينه، اسندلوا على أهل العلة بصياح الديكة، ونباح الكلاب، ونهيق الحمير ، وهو قد مات له كل ذلك ، فكان هلاك ذلك سببا لنجانه، فسبحانه العدبر الحكيم، وأف لعبد لا يشهد حسن ندبير الله إلا إذا انكشفت العو اقب، وليس هذا من مقام أهل الخصوص في شىء؛ لأن أهل الفهم عن الله شهدوا حسن ندبير الله قبل أن تنكشف العواقب لهع، وهم في ذلك على أقسام ومر لتب: فعنهع من حسن ظنه بالله فاستسلع له لما عوده من جميل صنعه ووجود لطفه ومنهع من حسن ظنه بالله علما منه أن الاهنمام والتدبير والمنازعة لا تدفع عنه ما قدر عليه، ولا تجلب له ما لم يفسع له.
نامعلوم صفحہ