بالرغم مما تعرض له شيخنا من محن وإحن في حياته، وما شغله من مدلهمات الحياة، إلا أن ذلك لم يمنعه من أن يجود بعلمه، فكان أن تتلمذ على يديه أحد أبرز الرجال في عصره من بعده ، ألا وهو العلامة المحقق سعيد بن خلفان الخليلي (¬1) -رحمه الله- (1231-1287ه) (¬2) ، فقد تتلمذ على يديه بعد أن درس على يد بعض أهل العلم، وبعدها انتقل إلى الشيخ ناصر، فكان تلميذا نبيها مجتهدا، سرعان ما ارتقى سلم العلم حتى أصبح عالما نحريرا محققا خبيرا.
وقد بلغت الصحبة بينهما مبلغا عظيما، حتى يحكى أن الشيخ ناصرا كان يأتي هو إلى "بوشر" (¬3) - وهي بلدة تلميذه - مع الشيخ سعيد، فيقضي رمضان عنده في كل عام، لأن الشيخ سعيد كان ذا وفرة من المال الذي آل إليه بالإرث من آبائه، فكان الشيخ يأكل التمر والماء فقط؛ ثم يأبى بعد ذلك أكل العشاء حتى السحر، تعففا منه، ولئلا يثقل على تلميذه ولا يشبع بطنه (¬4) .
ولا تسعفنا المصادر بذكر تلاميذ آخرين تتلمذوا على يد هذا الشيخ.
ب - مؤلفاته :
وبالنسبة إلى مؤلفات هذا العالم الجليل، فهي متنوعة وعديدة، أهمها:
¬__________
(¬1) سعيد بن خلفان الخليلي (1231-1287ه) عالم محقق من أكابر علماء الإباضية في القرن الثالث عشر ، من تلاميذه الشيخ صالح بن علي الحارثي ، له عدة مؤلفات من ضمنها : تمهيد قواعد الإيمان وإغاثة الملهوف وغيرها من المؤلفات .انظر بحت الدكتور مبارك بن عبدالله الراشدي ، الشيخ العلامة سعيد بن خلفان الخليلي وفكره ، ط1 1422ه - 2001م .المباحث الأولى .
(¬2) بحث ضمن كتاب "قراءات في فكر الخليلي"، د/ مبارك بن عبد الله الراشدي، وزارة التراث القومي والثقافة، ط1/ 1414ه- 1994م، ص112.
(¬3) إحدى ولايات محافظة مسقط .
(¬4) مقابلة مع الشيخ سالم بن حمد الحارثي ، أجراها الدكتور مبارك الراشدي، وذكرها في بحثه، ص117.
صفحہ 12