وهي الفترة التي كثر فيها تنقل وتردد الشيخ في بعض المناطق ؛ فالشيخ ناصر بعد وفاة أبيه عام 1237ه، زادت عليه المضايقات هو وأخوته ، فآل به الأمر أن يترك العش الذي درج فيه ليرحل بعيدا عن مسقط رأسه، فرحل إلى نزوى مهاجرا بنفسه فحسب، فبقي بها أكثر من سنة ، ولم تكن الحالة هناك بالمريحة ، إلا أنها لعلها كانت أخف من الناحية السياسية؛ وقد ارتاح فيها إلى أحد العلماء الموجودين فيها ، وهو الشيخ علي بن سليمان العزري، حيث قال فيه الشيخ ناصر : "وأما أفضل من فيها - يقصد نزوى - فالشيخ العالم الورع الثقة السميدع الضرير علي بن سليمان العزري..." (¬1) .
وبالنسبة للحالة الاقتصادية: فقد قضمه فك الفقر في هذه الفترة، حتى بلغ به الحد أنه استمر لمدة سنة يأكل الخبز بالماء والليمون والملح والقاشع (¬2) ولا شيء عنده غيره، وقد قال بنفسه في ذلك:
معيشتنا خبز لغالب قوتنا ... وماء وليمون وملح وقاشع
فإن حصلت مع صحة الجسم ... والتقى ... فيا حبذا هذا بما هو قانع (¬3)
وهي لعمرو الله نبرة المؤمن الراضي بقضاء الله وقدره، المتوكل على ربه حق توكله.
وبعد ما تسامع الناس بالحال الذي وصل إليه الشيخ ، عاتب المقربون من السيد سعيد بن سلطان سيدهم على التقصير في حق عالم كهذا، فندم وتأسف، فدعاه إليه وقربه، وهنا ينتقل الشيخ إلى المرحلة الثالثة.
الفترة الثالثة:
¬__________
(¬1) السالمي ، تحفة الأعيان، مرجع سابق، 2/220.
(¬2) نوع من السمك يكون مجففا رخيص الثمن ، وهي لفظة عمانية .
(¬3) السالمي ، تحفة الأعيان، مرجع سابق، 2/ 229.
صفحہ 10