تنوير العقول لابن أبي نبهان تحقيق؟؟
بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة
الحمد لله ، خلق الإنسان وعلمه البيان ، وأنعم عليه بنعمة الإسلام ، وهداه سبل السلام ، وصلاة وسلاما على خير الأنام وبدر التمام محمد بن عبدالله وعلى آله وصحبه إلى يوم الحشر والقيام أما بعد :
فإن العقيدة الإسلامية الواضحة ، التي لا لبس فيها ولا غموض ، من أهم ما يسعى إليه ، من أراد النجاة في الدنيا والفوز بنعيم الآخرة .
و إن تراثنا يزخر بوجود مخطوطات كثيرة وقيمة ، عفى عليها الزمان ، و طال بها العهد ، و علت عليها أيادي النسيان ، و هي لعمر الحق من أنفس النفائس ، و أكبر الذخائر ، طالما حافظ عليها صاحبها ، و خاف عليها مؤلفها ، من أن تضيع في غياهب الجب ، وهي تحمل في طياتها الحل الناجع لكثير من المعضلات و المشكلات .
و قد نال التراث الإباضي من هذا الحظ الوافر ، فكثرت مؤلفات فحول العلماء و محققيهم، فظهرت كتب قيمة في موضوعاتها و مناقشاتها ، وفي جودتها و رصانتها ، قل أن تجد مثلها ، عند غيرهم ، و لكن في الجانب الآخر و بعد أن أشرق نور المطبعة في العالم الإسلامي ، نال هذا المذهب الصد عن مخطوطاته ، من أهله و من مخالفيه ، فطويت تلك المؤلفات ، و أعيرت الأذن الصماء ، فلم يخرج إلى نور المطبعة إلا النزر اليسير ، بعد جهد جهيد ، و ما خرج منها كثر فيها الغلط ، ولم تخل صفحة من صفحاتها من التصحيف و التحريف ، و في بعض الأحيان تسقط الصفحات الطوال ، مما يندا له الجبين و تدمع له العين .
و علم التحقيق هو العلم الذي يتكفل بإخراج المخطوط من ظلمة المكتبات إلى نور المطبعة ، بعد أن يمر بشروط قاسية ، و مراجعات دقيقة ، تضمن خروج الكتاب على حالته الأولى التي كتبها مؤلفه ، بل تزيد عليها أشياء توضح للقراء مسألة أو علما أو تخرج حديثا أو آية و غيرها من الأعمال التي تساهم في وضوح الصورة عن المؤلف و الكتاب .
صفحہ 1