التَّنويرُ
شَرْحُ الجَامِع الصَّغِيرِ
المُجَلَّدُ الأَوَّلُ
العَلَّامَةِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الأَمِير الصَّنْعَانِيِّ
(ت: ١١٨٢هـ)
قَدَّمَ لَهُ كُلٌّ مِنْ
سَمَاحَةِ الوَالدِ الشَّيخِ
صالح بن مُحَمَّد اللّحيدانِ
رئيس مجلس القضاء الأعلى (سابقًا)
وعضو هيئة كبار العلماء
وَفَضِيلَةُ الشَّيخِ/ عبد الله بن محمَّد الغنيمان
رئيس قسم الدِّراسَاتِ العُليَا بالجامِعَةِ الإسلَامِيَّةِ بالمدينة النَّبَويَّة (سَابقًا)
دِرَاسَة وَتَحقِيق
د. محمَّد إسحاق محمَّد إبراهيم
الأُستَاذُ المشَارِكُ بِكُلِّيَّةِ أُصُولِ الدِّينِ
جَامِعَةِ الإمَامِ محمَّد بن سُعُود الإسلَامِيَّةِ
الرِّيَاض
1 / 1
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
1 / 2
التَّنويرُ
شَرْحُ الجَامِع الصَّغِيرِ
المُجَلَّدُ الأَوَّلُ
1 / 3
(ح) محمَّد إسحاق محمَّد إبراهيم ١٤٣٢ هـ
فهرسة مكتبة الملك فهد الوطنية أثناء النشر
الصنعاني، محمَّد إسماعيل
التنوير شرح الجامع الصغير/ محمَّد إسماعيل الصنعاني؛ محمَّد إسحاق إبراهيم، - الرياض، ١٤٣٢ هـ
١١ مج
ردمكـ: ٨ - ٦٧٠٠ - ٠٠ - ٦٠٣ - ٩٧٨ (مجموعة)
٥ - ٦٧٠١ - ٠٠ - ٦٠٣ - ٩٧٨ (ج ١)
١ - الحديث - جوامع الفنون أ. إبراهيم، محمَّد إسحاق (محقق)
ب- العنوان ... ديوي ٢٣٢٠٦ ... ٥٨٠/ ١٤٣٢
رقم الإيداع: ٥٨٠/ ١٤٣٢
ردمكـ: ٨ - ٦٧٠٠ - ٠٠ - ٦٠٣ - ٩٧٨ (مجموعة)
٥ - ٦٧٠١ - ٠٠ - ٦٠٣ - ٩٧٨ (ج ١)
حقوق الطبع محفوظة للمحقق
الطبعة الأولى: ١٤٣٢ هـ - ٢٠١١ م
يطلب الكتاب من المحقق على عنوان:
المملكة العربية السعودية - الرياض
ص. ب: ٦٠٦٩١ - الرمز: ١١٥٥٥
فاكس: ٤٤٥٠٠١٢ - ٠٠٩٦٦١
البريد الإلكتروني: [email protected]
أو
مكتبة دار السلام، الرياض
هاتف: ٤٠٣٣٩٦٢ - ٠٠٩٦٦١
1 / 4
مقدمة
سماحة الشيخ/ صالح بن محمَّد اللحيدان رئيس مجلس القضاء الأعلى وعضو هيئة كبار العلماء
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين الهادي من شاء من عباده لسبيل المتقين السالك بهم صراط الذين أنعم عليهم من أوليائه وأنصار دينه وبعد، فإن أشرف ما اشتغل به طالب العلم من بحثٍ ومراجعةٍ بعد كتاب الله الذي هو حبله المتين الهادي للتي هي أقوم مذاكرة كلام رسوله ﷺ واستنباط الأحكام منه والاستدلال به على المحجة البيضاء واعتماده لحل مشاكل الحياة المبهمات، وقد قام حملة كنوز الشريعة وحماة الملة بعنايةٍ فائقة وجهودٍ عظيمة يذودون عن الملة ويبَصِّرون التائه بمنار الطريق فخدموا سنة رسول الله جمعًا وتنسيقا واستنباطًا، وإيضاح ما قد يشكل وكشف ما قد يوهم فتركوا لنا ثروةً علمية عظيمة نفيسة نسأل الله أن يحسن جزاءهم ويعلي قدرهم ويصل من جاء بعدهم من أهل العلم بمنظومتهم الكريمة، لقد قاموا بتهيئة كنوز السنة وتقريبها للراغبين فيها ما بين إفراد أبواب من أبواب العلم بالتصنيف أو جمع لما أمكن جمعه من أحاديث رسول الله ﷺ بالسند الصحيح فاحصوا ودونوا كل ما قاله رسول الله أو علم به فاقره ثم جاء حملة تراثهم فصنفوا في ذلك ما قد يسر على الراغبين بالسنة السبيل، وممن اعتنى بذلك وأسهب بالتطويل أو جمع باختصار الحافظ جلال الدين عبد الرحمن السيوطي، فألف كتابه "الجامع الكبير" الذي يعد أوسع كتاب جمع الأحاديث القولية والفعلية وألف بعده كتابه "الجامع الصغير" ثم زيادة الجامع الصغير. وألف في المتواترات إلى غير ذلك مما يجده من يريد معرفة مؤلفات السيوطي. وقد اعتنى الناس بكتاب الجامع
1 / 5
الصغير للسيوطي وألفت عليه شروح عدة وتعقيبات عليه أو دفاع عنه وأوسع ما تداولته الأيدي من شروحه كتاب: (فيض القدير شرح الجامع الصغير) للعلامة محمَّد عبد الرؤوف المناوي وغيره.
وممن تصدى لشرحه بعد الألف ومئة من الهجرة العلامة محمَّد بن إسماعيل الأمير الصنعاني أحد كبار علماء اليمن في وقته المتوفى عام اثنين وثمانين ومئة بعد الألف من هجرة سيد المرسلين بشرح سماه (التنوير) شرح الجامع الصغير وقد بقي مخطوطًا رغم عناية أهل العلم بمؤلفات البدو الصنعاني ﵀ لما له من مكانة بين علماء اليمن وغيرهم فبقي كتابه في أحشاء المكتبات لا يطَّلع عليه إِلا من لديه مخطوطة الكتاب ثم يسَّر الله خروجه من خزانة المكتبة فتلقاه الباحث المهتم بكنوز السنة أحد منسوبي جامعة الإِمام محمَّد بن سعود الإِسلامية تلك الجامعة الجديرة باحتضان العلم والعلماء ولها مكانتها وآثارها في نشر العلم وهي إحدى مناراة العلم والباحث المقصود هو الدكتور المعتني بالحديث الحامل لشهادة الدكتوراه فيه/ محمَّد إسحاق بن محمَّد إبراهيم وله أعمال كريمة وعنده رغبة في تتبع مكتبات أهل الحديث لعلمه بعظيم أثر ما ثبت عن رسول الله ﷺ في حل مشاكل المسلمين خاصة والبشرية عامة فقام جزاه الله خيرًا بتحقيق هذا الشرح واجتهد في الدلالة على مواضع الأحاديث من مصادرها التي عزاها إليها السيوطي ﵀ فكان لعمله في هذا الكتاب أثرٌ كبير في تسهيل المرجع إلى مواقع هذه الأحاديث من الكتب المخرجة منها والاطلاع على ما يمكن من شروحها وفي ذلك خدمة كبيرة للعلم
1 / 6
والعلماء فله منا الشكر والدعاء بالتوفيق لإبراز ما يمكن من كنوز السنة، بارك الله فيه وزادنا وإياه من البر والتقوى. وقد اطلعت على كثيرٍ من عمله في هذا الكتاب وقابلت كثيرًا من الشرح في التنوير على ما في فيض القدير للمناوي ولذا فإن اجتماع الكتابين عند طالب العلم مفيد جدًّا وإن كان بينهما تفاوت في بعض المواضع طولًا أو قصرًا والصنعاني ﵀ ألف شرحه وأتمه قبل وفاته بحوالي ثمان وعشرين سنة ولهذا قد يجد القارئ بعض مواقف يجزم فيها القارئ أن الإمام الصنعاني لو راجعه قبل وفاته بعشر سنوات أو أكثر لربما تجنب بعض ما كتب أو زاد على بعض ما كتب ﵀ رحمة واسعة ولكن الكمال لا يحوزه أحد بعد الأنبياء وبحر علمه ودفاعه عن السنة وانتصاره لأئمة السنة أمثال شيخ الإسلام ابن تيمية لا يخفى على أهل العلم كما أن ما أضافه إليه فضيلة الدكتور محمد إسحاق من تعليقات ونقل تصحيح بعض الأحاديث التي أشار إليها السيوطي بالضعف أو نقل تضعيف بعض الأحاديث التي صححها السيوطي مما يجعل هذا الشرح مفيدًا وكريمًا، كما أن الدكتور محمد إسحاق وضع فهرسًا لأطراف أحاديث الجامع الصغير .. وقد رغب فضيلته إلى أن أكتب له كلمةً بشأن هذا الكتاب فوجدته كتابًا مفيدًا أتى بجل ميزات فيض القدير وسلم من كثيرٍ من الأفكار الصوفية أو ما يخالف مسلك أهل السنة في الأسماء والصفات وربما وجد القارئ بعض التفاوت في تعداد الأحاديث فعلى سبيل المثال وأظنه مع المثال بالندرة أيضًا فمثلًا (لا نكاح إلا بولي .. الخ) في الفيض عددها ثلاثة وفي التنوير أربعة.
هذه كلمة أكتبها إجابةً لرغبة الشيخ الدكتور محمد إسحاق وعسى أن يترحم علينا جميعًا من يقرأ في هذا الشرح فيعمنا مع السيوطي والصنعاني ومحقق كتاب التنوير هذا بالدعاء والله الموفق وأسأل الله أن يغفر لنا وللإمام السيوطي وشراح كتابه ويغفر لمحقق الكتاب وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
رئيس مجلس القضاء الأعلى
في المملكة العربية السعودية
صالح بن محمد اللحيدان
١٤/ ٥/ ١٤٣٠ هـ
1 / 7
مقدمة
فضيلة الشيخ عبد الله بن محمد الغنيمان المدرس بالمسجد النبوي الشريف ورئيس قسم الدراسات العليا بالجامعة الإِسلامية بالمدينة المنورة
الحمد لله رب العالمين، يهدي من يشاء بفضله ويضل من يشاء بعدله وهو العليم الحكيم وصلى الله وسلم على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمَّد وعلى آله الطيبين وصحابته الغراء الميامين .. أما بعد:
فإن محمَّد بن إسماعيل الأمير الصنعاني من العلماء المشاهير في اليمن وغيره وقد انتشرت مؤلفاته أو كثير منها فانتفع بها خلق كثير حيث إنه فيها حريص على التقيد بكتاب الله وسنة رسوله ﷺ وإطراح الآراء المخالفة للكتاب والسنة ونبذ تقاليد الأسلاف والآباء وبذل النصح للمسلمين وتحذيرهم عن الشرك ومخالفة كتاب الله تعالى وسنة نبيه ﷺ وما عليه صحابته ﵃ كما في كتابه: "تطهير الاعتقاد"، وكتابه: "إيقاظ الفكرة" و"إرشاد النقاد إلى تيسر الاجتهاد" وغيرها من كتبه الكثيرة وقصائده التي يدعو فيها إلى مجانبة البدع والتعلق بالقبور والمعظمين من العباد واتباع الأهواء والتقاليد التي سار عليها كثير من الناس كما يقول في قصيدة:
فللعمل الإخلاص شرط إذا أتى ... وقد وافقته سنة وكتاب
وقد صين عن كل ابتداع وكيف ذا ... وقد طبق الآفاق منه عباب
طغى الماء من بحر ابتداع على الورى ... فلم ينج منه مركب وركاب
وطوفان نوح كان في الفلك أهله ... فأنجاهم والكافرون تباب
فأنى لنا فلك ينجي وليته ... يطير بنا عما نراه غراب
وأين إلى أين المطار وكلما ... على ظهرها يأتيك منه عجاب
وقال من قصيدته في الثناء على إمام دعوة التوحيد محمَّد بن عبد الوهاب
1 / 13
رحمه الله تعالى:
وما كل قول بالقبول مقابل ... ولا كل قول واجب الرد والطرد
سوى ما أتى عن ربنا ورسوله ... فذلك قول جل قدرًا عن الرَّدِّ
وأما أقاويل الرجال فإنها ... تدور على قدر الأدلة في النقدِ
وأما أقواله في كتبه تدل على اجتهاده في طلب الحق وكراهة للتعصب لأحد غير رسول الله ﷺ ونهيه عن البدع فهو كثير كقوله في: "إرشاد النقاد": "فمن تعصب لواحد معين غير رسول الله ﷺ ويرى أن قوله هو الصواب الذي يجب اتباعه دون الأئمة الآخرين فهو ضال جاهل، بل قد يكون كافرًا يستتاب فإن تاب وإلا قتل فإنه متى اعتقد أنه يجب على الناس اتباع واحد معين من هؤلاء الأئمة ﵃ دون الآخرين فقد جعله بمنزلة رسول الله ﷺ وذلك كفر" [إرشاد النقاد إلى تيسير الاجتهاد ص ١٤٥].
وفيه أيضًا قوله: "وهذه القاعدة (١) لو أخذت كلية لم يبق لنا عدل إلا الرسل، فإنه ما سلم فاضل من طعن لا من الخلفاء الراشدين وأحد من أئمة الدين" [ص ١١٢].
وفيه أيضًا قوله: "فليحذر المؤمن المؤثر للحق على الخلق عن هذه الاعتقادات ورد الأحاديث والآيات إلى مثل تأويل الفرقة الباطنية وكل هذا من قبائح الاعتقادات المذهبية، وإني لأخاف على من حرف الآيات والأحاديث لتوافق اعتقاده أن يقلب فؤاده وقلبه فلا يوفق لمعرفة الحق كما فعل الله تعالى فيمن رد براهين الرسل وكذب بها" [ص ١٦٨].
وفي أيضًا قوله: "ثم من المعلوم أن أحدًا منهم (٢) لم يكن يدع السنة بقول أي
_________
(١) يعني تقديم الجرح على التعديل.
(٢) يعني الخلفاء الراشدين.
1 / 14
قائل ثم إن سنة الخلفاء الراشدين وطريقتهم اتباع الكتاب والسنة، والأخذ بسنتهم اتباع السنة النبوية والقرآن" [ص ١٧٧]. وقال في كتابه: "إيقاظ الفكر" لما ذكر أقسام الناس في دياناتهم، قال: "القسم الرابع وهم الأعز من كل عزيز والأقل من كل قليل من عرف الحق ونبذ تقليد الآباء واتبع الكتاب والسنة حين كانا وسار بسيرهما متوجهًا إلى باب الهدى قارعًا له بإخلاص النية وتوطين النفس على اتباع الحق حيث كان والدوران مع الكتاب والسنة حيث دارا مقدمًا بين يدي مطلوبه ﴿إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ﴾ [الصافات: ٩٩]، ﴿رَبِّ هَبْ لِي حُكْمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ﴾ [الشعراء: ٨٣] طالبًا للهداية ممن عليه الهدى مكتفيًا بالتسمي بالمؤمن والمسلم عوضًا عن الحنفي والشافعي مذهبًا أو غير ذلك والأشعري اعتقادًا أو العدلي أو نحو ذلك باذلًا لنصح المسلمين داعيًا إلى الكتاب والسنة، فهؤلاء هم ورثة الأنبياء وهم حجج الله على خلقه وهم الذين قال فيهم أمير المؤمنين كرم الله وجهه "وا شوقاه إليهم" في كلامه المشهور لكميل بن زياد كما أخرجه أبو نعيم وغيره" [ص ٥٨].
هذا كله يدل على اتباع للحق وحرصه على التزام ما دل عليه كتاب الله تعالى وسنة نبيه ﷺ ونبذه التعصب.
وإن من كتبه النافعة المفيدة "التنوير بشرح الجامع الصغير" للسيوطي ﵀.
وقد قام بتحقيقه الأخ محمَّد إسحاق آل إبراهيم وهو أهل لتحقيق الكتب النافعة فله جهود في هذا المجال فقام بتحقيق عدد من الكتب الجيدة مثل: "كشف المناهج والتناقيح" و"الأجوبة المرضية" للسخاوي، و"مراقي الصعود إلى سنن أبي داود" وله غيرها من الكتب والتحقيقات وله معرفة في الكتب وخاصة كتب الحديث ورجاله ورسالته في الماجستير في "الأصول الستة
1 / 15
روايتها ونسخها" وقد أثنى على عمله فيها المناقشون.
ومنذ كان طالبًا في الجامعة الإِسلامية وهو يشتغل في هذا المجال فقدم في بحثه في كلية الدعوة وأصول الدين تحقيق "الغماز على اللماز في الأحاديث المشتهرة" فهو حري بجودة التحقيق وإتقان عمله أسأل الله تعالى لنا وله التوفيق والسداد وإصلاح النية وإخلاص العمل لله تعالى.
وقد عرض علي ما وجده للصنعاني ﵀ في كتابه هذا مما يخالف الحق ومعتقد أهل السنة من دعوى الوصية من الرسول ﷺ لعلي بن أبي طالب ﵁ وكلامه على أمير المؤمنين معاوية بن أبي سفيان ﵁ وقد رد عليه المحقق بما فيه الكفاية، ولا شك أن ما ذهب إليه من إثبات وصية النبي ﷺ إلى علي أنه باطل ومن وضع أعداء الله ورسوله ولكن البيئة التي يعيش فيه المرء تؤثر عليه وما يتلقاه من أبويه ومجتمعه يرسخ في عقيدته ولهذا قص الله تعالى علينا ما تلقته الرسل من أممها كلهم يقولون لهم: ﴿إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ (٢٣)﴾ [الزخرف: ٢٣]، مع ما تأتيهم به الرسل من البراهين القاطعة والآيات الواضحة وكنت أظن أن ذلك من عمل النسّاخ ولكن لما ذكر محقق الكتاب ذلك عنه في مواضع متعددة في أثناء شرحه تبين أن ذلك من عمله ومما ترسب لديه من عقيدة الزيدية الباطلة ومثل ذلك يقال في لعنه أمير المؤمنين معاوية ﵁ عنه فهو جرم وظلم غير أننا لا نظن أنه قال ذلك اتباعًا للهوى ولكن قام لديه بعض الشبه، وقد تؤثر عليه كثرة الأحاديث الموضوعة والواهية التي يروجها أهل الباطل ولو رجع إلى رشده لعلم قطعًا أن رسول الله ﷺ لم يوصِ إلى أحد وأنه أمر أبا بكر أن يؤم الناس كما أمر أن تسد الخوخات إلى المسجد بما فيها خوخة علي إلا أبا بكر وأنه أثنى على أبي بكر في مرضه وقال: "لو كنت متخذًا خليلًا لاتخذت أبا بكر خليلًا" وقال: "إن أمنَّ الناس علي في ماله ونفسه أبو بكر" وغير ذلك من الإشارة الواضحة في أن أبا بكر هو خليفته وأنه لم يوصِ إلى علي ولا
1 / 16
غيره، ثم القول بالوصية يلزم منها القدح بالرسول ﷺ حيث إنه لم يبلغ ذلك الناس حتى يعلم، ويلزم منه القدح بالصحابة بما فيهم علي ﵃ أجمعين، كما بين ذلك شيخ الإِسلام ابن تيمية في "منهاج السنة" بيانًا لا يدع مجالًا للشك في بطلان هذه الدعوى.
وعلى كل لا تؤثر هذه الدعوى الباطلة على الاستفادة من الكتاب وقلّ من العلماء من يسلم من العثرات والزلّات وإذا كان الخطأ واضحًا فالأمر أيسر وأسهل فالكتاب فيه فائدة كبيرة ولكن ما وقع فيه الصنعاني ﵀ وغيره يدل على آيات الله وقدرته وأن العبد مهما أوتي من العلم والذكاء فإنه لا يستطيع أن يهتدي إلا إذا هداه الله تعالى كما قال إمام الدعوة شيخ الإِسلام محمَّد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى: "من آيات الله ما يصنعه ابن حجر في فتح الباري" يقصد ﵀ أنه يذكر قول أهل السنة ثم يذكر قول أهل البدع مع ظهور بطلان قول أهل البدع، وهذا مثل ذلك وقد ذكر المحقق عنه قوله: "اعلم أن المختار عندي والذي أذهب إليه وأدين به في هذه الأبحاث ونحوها هو ما درج عليه سلف الأمة ولزموه من اتباع السنة والبعد عن الابتداع والخوض فيها إلا لردّها" وذكر أيضًا عنه أنه قال: "قال لي شيخنا في مكة وكان من الأبرار الصالحين ﵀ وأنا أقرأ عليه شرح العمدة لابن دقيق العيد. وقد جرى ذكر تعظيم الزيدية للغدير (١) هذا شيء مبتدع لا يحسن فعله أو نحو هذا اللفظ، فقلت: نعم وهو نظير هذا المولد الذي يفعلونه في مكة، فقال: هذا فيه تعظيم لرسول الله ﷺ.
قلت: لو كان فيه خير لكان أحق الناس بفعله الصحابة والصالحين من السلف فهم كانوا أشد تعظيمًا له ﷺ فسكت" اهـ. فيقال ما تزعمه من الوصية ولعنك أحد صحابة رسول الله ﷺ أعظم بكثير من بدعة المولد ولكن الهداية بيد الله
_________
(١) يعني غدير خم.
1 / 17
تعالى كما أن ما ذكرت من أنك تختاره وتدين به يصادمه تمامًا دعواك هذا وفعلك نحو صاحب رسول الله ﷺ.
وعلى كل كما سبق الظن فيه أنه مجتهد في طلب الحق وأنه قام لديه بعض الشبه ولم يجعل الله تعالى له نورًا في ذلك فضلّ فيها والله تعالى يعفو عنا وعنه وعن كل من أراد الحق فأخطأه من علماء المسلمين.
والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على نبينا محمَّد وآله وصحبه أجمعين.
قاله وكتبه الفقير إلى ربه
عبد الله بن محمَّد الغنيمان
في ١٤/ ١٠/ ١٤٣١ هـ.
1 / 18
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمَّد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:
فإن علم الحديث من أشرف علوم الإِسلام قدرًا وهو مما خص الله به هذه الأمة وشرفها على غيرها من الأمم.
قال محمَّد بن عيسى الزجاج (١): سمعت أبا عاصم يقول: من طلب الحديث فقد طلب أعلى الأمور، فيجب أن يكون خير الناس.
وقال إبراهيم الحربي (٢): لا أعلم عصابة خيرًا من أصحاب الحديث ...
وقال الإِمام الشافعي (٣): إذا رأيتُ رجلًا من أصحاب الحديث فكأني رأيت رجلًا من أصحاب النبي ﷺ جزاهم الله خيرًا، هم حفظوا لنا الأصل، فلهم علينا الفضل.
ومن هنا يظهر تميز أهل الحديث والسنة على سائر الطوائف. لهذا تضافرت جهود المحدثين لخدمة السنة النبوية واهتموا بحفظها وتدوينها اهتماما بالغًا.
وجهود الحافظ السيوطي في جمع السنة النبوية كثيرة، وقد ألف في هذا الباب مؤلفاتٍ نفيسةً، ومن أنفس ما جمعه "الجامع الصغير من أحاديث البشير النذير" صلى الله عليه وعلى آله بلا انتهاء ولا زوال. وهو من أكثر كتبه شيوعًا وأعمها نفعًا وأقربها تناولا وأسهلها ترتيبًا، فلا يستغني عنه المحدث فضلًا عن الفقيه والواعظ، ولهذا نال الكتاب من الحظوظ لدى العلماء وطلاب العلم ما لم ينله كتاب من كتب الحديث لدى المتأخرين.
_________
(١) سير أعلام النبلاء (٤/ ٢٦٣).
(٢) سير أعلام النبلاء (١٣/ ٣٥٨).
(٣) سير أعلام النبلاء (١٠/ ٥٩ - ٦٠).
1 / 19
ولما كان كتاب "الجامع الصغير" كتابًا ليس له في جمعه نظير مشتملًا من الأحاديث النبوية على الجم الغفير، كان حقيقًا بأن يَصْرِف العالمُ إليه عنان العناية، فإنه لا يستغني عنه وإن بلغ الغاية، لتقريبه البحثَ عن متون الألفاظ النبوية وتسهيله.
ومن ثَمَّ اعتنى العلماء بشرحه وتهذيبه وترتيبه وتمييز صحيحه من ضعيفه.
ومن الذين شرحوه العلامة محمَّد بن إسماعيل الأمير الصنعاني ﵀ ويعتبر شرحه إضافة جديدة إلى المكتبة الإِسلامية وسيصبح عمدة العلماء، ومع هذه الأهمية الكبرى للكتاب فإنه لا يزال محتجبًا عن القراء، بانزوائه في زوايا المكتبات، فاستعنت الله على إخراجه والعناية به، ورحت أنقب عن نسخه الخطية فاهتديت إلى نسخة خطية نسخت في حياة المؤلف بعنايته ومعونة ابنه، وعليها قراءات وبلاغات مثبتة على هوامش النسخة ومختتمة بها، وعليها خط المؤلف في أماكن متعددة، وصنعتُ له مقدمة تكلمت فيها على المؤلف والشارح وعلقت عليه بإيجاز ودقة وختمت ذلك بعدة فهارس تيسر الانتفاع منه. هذا العمل حصيلة بحث دؤوب عميق استغرق أكثر من أربع سنوات متواصلة.
وإني أشكر الله تعالى على فضله حيث أتاح لي إنجاز هذا العمل بتوفيقه فله الحمد أولًا وآخرًا.
ثم أشكر سماحة الوالد الشيخ/ صالح بن محمَّد اللحيدان/ رئيس مجلس القضاء الأعلى وعضو هيئة كبار العلماء الذي لم يدّخر جهدًا في مساعدتي خاصة كما هي عادته مع طلبة العلم عامة، فقد كان يحثّني على القراءة والبحث، ويرغّبني في المثابرة ومتابعة الجهد، ويقوّي عزيمتي في ذلك فله من الله الأجر، ومني كل تقدير، حفظه الله ومتّعه بالصحة والعافية.
وأشكر فضيلة الشيخ/ عبد الله الغنيمان رئيس قسم الدراسات العليا بالجامعة الإِسلامية بالمدينة النبوية سابقا على مراجعته للمسائل العقدية فجزاه الله خيرًا.
1 / 20
كما أشكر الأخ السيد/ محمَّد هاشم البطاح الهاشمي من اليمن العزيزة الذي تفضّل بتصوير المخطوط من مكتبة الأحقاف على سي دي (CD) (١) فجزاه الله خير الجزاء. كما أشكر فضيلة الدكتور/ محمود ميرة الذي ساعدني كثيرًا في تقويم بعض الكلمات غير المنقوطة التي صعب عليّ قراءتها فجزاه الله عني خير الجزاء.
كما أشكر الأخ عبد الله بن عبد العزيز اللحيدان الذي كان واسطة في تسهيل حصولي على مصورته، والأخ الشيخ/ عبد العزيز الطريفي الذي رغّبني في تحقيق هذا الكتاب وإخراجه، فإلى هؤلاء جميعًا وغيرهم من الزملاء أقدم شكري وأسأل الله أن يجزيهم عني خير الجزاء.
وقبل ذلك وبعده أتقدم بالدعاء لوالديّ الكريمين بأن يغفر الله لهما، ويحفظهما بجميل حفظه، ويرزقني برّهما، ويقرّ أعينهما، كما أتقدم بالشكر والتقدير إلى عائلتي وأهل بيتي الذين وجدت منهم كل عون وتشجيع.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلّم وبارك على سيدنا محمَّد وعلى آله وصحبه أجمعين.
كتبه
محمَّد إسحاق محمَّد آل إبراهيم
حي الريان، الرياض
البريد الإلكتروني: [email protected]
_________
(١) لأن النسخة نفسها لها صورة في جامعة الإِمام بالرياض فصوّرتها منها فكانت عكوسها غير واضحة فاضطررت لإعادة تصويرها من الأصل المحفوظ بمكتبة الأحقاف، ويرجع الفضل إلى تسهيل ذلك إلى الأخ الكريم الشيخ عبد الله اللحيدان أبي محمَّد فجزى الله الجميع خيرًا.
1 / 21
المقدمة
أولًا: مؤلف الجامع الصغير (السيوطي):
عصره:
كانت المئة الثامنة والتاسعة من أغنى حقب تاريخ الحضارة الإِسلامية ثراءً بالأعلام العظماء، الذين بنوا حضارة سامية، وتركوا آثارًا جليلة في شتى الميادين الحضارية والمعرفية، برز ذلك في الحكم والإدارة، والعمران، والعلوم، والثقافة، والآداب، والفنون، والاقتصاد، وغير ذلك من فنون النشاط المعرفي الإنساني. ونبغ في هذين القرنين -الثامن والتاسع- علماء أغنوا المكتبة العربية الإِسلامية بما أنتجته قرائحهم من معارف الإنسان من ناحية، وبما وظفوه من التراث الفكري المكتوب الذي ورثوه من أسلافهم بالشرح، والاختيار، والاختصار، والجمع، والتحشية، والنقد وما إلى ذلك من ناحية أخرى، فزخرت المكتبة العربية بعشرات الآلاف من كتب تناولت فنون المعارف الإنسانية كلّها في حضارة المسلمين من رجال القرنين الثامن والتاسع، اضطلع بذلك مفسرون، وحفاظ، ومحدثون، وقراء، وفقهاء، ولغويون، ونحاة، ومؤرخون، وجغرافيون، ورياضيون، وعلماء في العلوم التطبيقية من هندسة، وطب، وفلك، وما إلى ذلك من الفنون.
وثمة ظاهرة في هذين القرنين وهي تنامي الاتجاهات المعرفية الموسوعية عند كثير ممن نبغ في تلك الحقبة من الزمان، كان منهم في المئة الثامنة، كان من أعلامها:
تقي الدين، شيخ الإِسلام أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن تيمية الحراني الدمشقي، توفي سنة: (٧٢٨ هـ) وهو مكثر من التصنيف، ومن تصانيفه: "مجموع فتاواه" وطبعت في الرياض في ٣٥ مجلدًا، "ومنهاج السنة" و"درء تعارض العقل والنقل" وغيرها من الدواوين.
1 / 22
وشمس الدين، أبو عبد الله محمَّد بن أبي بكر بن أيوب بن سعد الزُّرَعي، الدمشقي، الحنبلي، المعروف بابن قيم الجوزية. توفي سنة (٧٥١ هـ)، فقيه، أصولي، مجتهد، مفسر، محدث، مكثر من التصنيف. تتلمذ على شيخ الإِسلام ابن تيمية، حتى كان لا يخرج عن شيء من أقواله، وهو الذي هذب كتبه، ونشر علمه، وسجن معه في قلعة دمشق.
من تصانيفه: " إعلام الموقعين عن رب العالمين"، و"زاد المعاد في هدي خير العباد"، و"الطرق الحكمية في السياسة الشرعية"، و"شفاء العليل في مسائل القضاء والقدر والحكمة والتعليل". و"مفتاح السعادة"، و"أحكام أهل الذمة"، وغيرها.
وشمس الدين محمَّد بن أحمد بن عبد الهادي بن عبد الحميد بن عبد الهادي بن يوسف بن محمَّد بن قدامة المقدسي الحنبلي، الإِمام المحدث الحافظ الحاذق الفقيه البارع المقرئ النحوي اللغوي ذو الفنون، (توفي سنة ٧٤٤ هـ) أحد الأذكياء، قال الصفدي: لو عاش لكان آية كنت إذا لقيته سألته عن مسائل أدبية وفوائد عربية فينحدر كالسيل وكنت أراه يوافق المزي في أسماء الرجال ويرد عليه فيقبل منه، وقال ابن كثير: كان حافظًا علامة ناقدا حصل من العلوم ما لا يبلغه الشيوخ ولا الأكابر وبرع في الفنون وكان جبلا في العلل والطرق والرجال، حسن الفهم جدًّا صحيح الذهن، قال المزي: ما لقيته إلا واستفدت منه، وكذا قال الذهبي أيضًا، وصنف شرحًا على "التسهيل"، و"الأحكام في الفقه"، والرد على السبكي في مسألة الزيارة سماه "الصارم المنكي" و"المحرر في اختصار الإلمام" و"الكلام على أحاديث مختصر ابن الحاجب" و"العلل" على ترتيب كتب الفقه و"التفسير المسند" لم يتمه واختصر التعليق لابن الجوزي وزاد عليه.
وشمس الدين أبو عبد الله محمَّد بن أحمد بن عثمان بن قايماز التركماني ثم الدمشقي المقرئ الذهبي الإِمام الحافظ محدث العصر وخاتمة الحفاظ ومؤرخ
1 / 23
الإِسلام وفرد الدهر والقائم بأعباء هذه الصناعة (توفي سنة: ٧٤٨ هـ)، حكي عن شيخ الإِسلام أبي الفضل ابن حجر أنه قال: شربت ماء زمزم لأصل إلى مرتبة الذهبي في الحفظ، ولي تدريس الحديث بتربة أم الصالح وغيرها، وله من التصانيف: "تاريخ الإِسلام" و"التاريخ الأوسط"، و"الصغير" و"سير أعلام النبلاء" و"تذكرة الحفاظ" و"طبقات القراء" و"مختصر تهذيب الكمال" و"الكاشف" و"الميزان في الضعفاء" و"المغني في الضعفاء" و"مشتبه النسبة" و"مختصر سنن البيهقي" وغير ذلك والمحدثون عيال في الرجال وغيرها من فنون الحديث على أربعة: المزي والذهبي والعراقي وابن حجر.
وجمال الدين أبو الحجاج يوسف بن عبد الرحمن بن يوسف بن عبد الملك بن يوسف بن علي بن أبي الزهر الإِمام العلامة الحافظ الكبير المزي الشافعي (توفي سنة: ٧٤٢ هـ) قال ابن قاضي شهبة: شيخ المحدثين عمدة الحفاظ أعجوبة الزمان الدمشقي المزي وسمع الكثير ورحل ومشيخته نحو الألف وبرع في فنون الحديث وأقر له الحفاظ من مشايخه وغيرهم بالتقدم وحدث بالكثير نحو خمسين سنة فسمع منه الكبار والحفاظ، وقال الذهبي: شيخنا الإِمام العلامة الحافظ الناقد المحقق المفيد محدث الشام وإليه المنتهى في معرفة الرجال وطبقاتهم ومن نظر في كتابه "تهذيب الكمال" علم محله من الحفظ فما رأيت مثله ولا رأى هو مثل نفسه في معناه وصنف كتبا، منها: "تهذيب الكمال في أسماء الرجال" طبع في ٣٥ مجلدًا، و"تحفة الأشراف بمعرفة الأطراف" في الحديث. طبع في ١٤ مجلدًا، قال ابن طولون: ومن المعلوم أن المحدثين بعده عيال على هذين الكتابين.
وعماد الدين أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير بن ضو بن درع القرشي، الدمشقي،: حافظ مؤرخ فقيه .. وتوفي سنة (٧٧٤ هـ) بدمشق.
من كتبه "البداية والنهاية" طبع في ٢١ مجلدًا في التاريخ و"شرح صحيح
1 / 24
البخاري" لم يكمله، و"تفسير القرآن الكريم"، وغيرها من الدواوين كجامع المسانيد.
وزين الدين أبو الفضل عبد الرحيم بن الحسين بن عبد الرحمن، المعروف بالحافظ العراقي: بحاثة، من كبار حفاظ الحديث.
وقام برحلة إلى الحجاز والشام وفلسطين، وعاد إلى مصر، وتوفي في القاهرة عام ٨٠٦ هـ.
من كتبه: "المغني عن حمل الأسفار في الأسفار - ط" في تخريج أحاديث الإحياء، و"الألفية - ط" في مصطلح الحديث و"التحرير - خ" في أصول الفقه، و"القُرَب في محبة العرب - ط"، و"تقريب الأسانيد وترتيب المسانيد - ط" و"التقييد والإيضاح - ط" في مصطلح الحديث، و"طرح التثريب في شرح التقريب - ط" و"شرح سنن الترمذي - خ".
ونور الدين أبو الحسن علي بن أبي بكر بن سليمان بن أبي بكر بن عمر بن صلح الهيثمي القاهري الشافعي الحافظ ويعرف بالهيثمي توفي سنة ٨٠٧ هـ
له كتب وتخاريج في الحديث، منها "مجمع الزوائد ومنبع والفوائد" عشرة أجزاء، و"ترتيب الثقات لابن حبان - خ" و"تقريب البغية في ترتيب أحاديث الحلية - خ" و"مجمع البحرين في زوائد المعجمين - ط" و"المقصد العلي، في زوائد أبي يعلى الموصلي" و"موارد الظمآن إلى زوائد ابن حبان" و"غاية المقصد في زوائد أحمد". وغيرها.
والنويري شهاب الدين أحمد بن عبد الوهاب المتوفى في (سنة ٧٣٣ هـ)، العالم البحاثة غزير العلم، صاحب كتاب "نهاية الأرب في فنون الأدب" وهو أشبه بدائرة معارف لما وصل إليه العلم عند العرب في عصره.
والسبكي، تقي الدين علي بن عبد الكافي بن علي الأنصاري، المتوفى في سنة ٧٥٦هـ، أحد الحفاظ المناظرين، صاحب التصانيف الكثيرة متعددة الفنون،
1 / 25