بسم الله الرحمن الرحيم
وما توفيقي إلا بالله
أطال الله بقاءك في العز والسرور، والأمن والحبور، وأدام نسمتك مُعانًا على ابتناء المكارم، واصطناع المحامد، وأقرَّ بها عينك في زيادة من القدر، ونباهةٍ من الذكر، وبلغك أمانيك محروسًا من المكاره والغِيَر، وأطاب عيشك في تراخي الأمد، وبُعد المهل، مؤيدًا بالتوفيق في القول والعمل.
سألت، أنجح الله سؤلك، أن أذكر لك سبب حدوث التصحيف في الخط العربي، واعتراض اللبس في تهجَّيه، حتى اضطروا على ممر السنين عليه، إلى توليد النقط والإعجام فيه، وقلت: قد فضح التصحيف في دولة الإسلام خلقًا من القضاة والعلماء والكتَّاب والأمراء وذوي الهيئات من القرّاء؛ كحيان بن بشر قاضي أصفهان، وقد تولى قضاء الحضرة أيضًا، فإنه كان روى لأصحاب الحديث أن عَرْفَجَة قُطع أنفُهُ يومَ الكلاب، وكان مستمليه رجلًا يقال له كَجَّة، فقال: أيها القاضي إنما هو يوم الكُلاب - كغُراب -[موضع وماء] فأمر بحبسه، فدخل
1 / 1
الباب الأول: في تصحيفات العلماء في شعر القدماء وعددهم خمسة وعشرون
الباب الثاني: في ذكر ما أثاره العلماء من الهو والزلل على الشعراء
الباب الثالث: في ذكر أبيات رويت مصحفة تصحيفا في اللغة ثم خرج لها العلماء تفاسير مختلفة
الباب الرابع: في ذكر اختلافات من القرآن احتمل هجاؤها لفظين فمن أجل أنه قرئ بهما صارتا قراءتين
الباب الخامس: في ذكر التصحيف نثرا المستعمل عمدا لا سهوا