أنكرهُ فبقلبه وَلَا شئ عَلَيْهِ إِذا لم يقدر على تَغْيِيره
وَهَذِه الْأُصُول الْخَمْسَة ملجأهم وأصل مَذْهَبهم مَعَ اخْتلَافهمْ فِي الْفُرُوع وهم يتوالون عَلَيْهَا ويعادون عَلَيْهَا ويردون الْفُرُوع بهَا وهم معتزلة بَغْدَاد ومعتزلة الْبَصْرَة
وبالبصرة أول ظُهُور الاعتزال لِأَن أَبَا حُذَيْفَة وَاصل بن عَطاء جَاءَ بِهِ من الْمَدِينَة وَيُقَال معتزلة بَغْدَاد أخذُوا الاعتزال من معتزلة الْبَصْرَة أَو لَهُم بشر بن الْمُعْتَمِر خرج إِلَى الْبَصْرَة فلقى بشر بن سعيد وَأَبا عُثْمَان الزَّعْفَرَانِي فَأخذ عَنْهُمَا الاعتزال وهما صاحبا وَاصل بن عَطاء فَحمل الاعتزال وَالْأُصُول الْخَمْسَة إِلَى بَغْدَاد ودعا إِلَيْهِ النَّاس ففشى قَوْله فَأَخذه الرشيد وحبسه فِي السجْن فَجعل يَقُول فِي السجْن رجزا مزاوجا فِي الْعدْل والتوحيد والوعيد حَتَّى قَالَ أَرْبَعِينَ ألف بَيت لم يسمع النَّاس بِشعر مثل ذَلِك فألهج النَّاس بنشدها فِي كل مجْلِس ومحفل فَقيل الرشيد مَا يَقُوله فِي السجْن من الشّعْر أضرّ على النَّاس من الْكَلَام الَّذِي بَينه ثمَّ أَخذ الْكَلَام من بشر بِبَغْدَاد أَبُو مُوسَى بن صبيح الملقب بمردار فَكَانَ الْمجْلس لَهُ وَالْكَلَام وَخرج بعده الجعفران جَعْفَر بن حَرْب وجعفر ابْن مُبشر وَخرج بعد الجعفرين مُحَمَّد بن عبد الله الإسكافي فوضعوا من الْكتب وصنفوا فِي الْفِقْه وَالْكَلَام والجدال أَكثر من ان يحد وردوا على جَمِيع الْمُخَالفين من أهل الصَّلَاة وَغَيرهَا
وَأما معتزلة الْبَصْرَة فَكَانَ أَبُو الْهُذيْل العلاف أَخذ الْكَلَام من بشر بن
1 / 38