يعقوب بن إسحاق الكندي في كتابه في رسم المعمور من الأرض. وسواء قيل عرض الموضع أو قيل بعده عن خط الاستواء أو قيل ارتفاع القطب عليه، فمقدار نهاية العمارة في الشمال إلى نهايتها في الجنوب ثمانون جزءا يكون ذلك عند هؤلاء من الأميال خمسة آلاف ميل وأقل من أربعمائة ميل.
وأقصى العمران في المشرق أقصى حدود بلاد الصين والسيلى إلى أن ينتهى ذلك الى ردم يأجوج ومأجوج الّذي بناه الإسكندر دافعا ليأجوج ومأجوج عن الفساد في الأرض، والجبل الّذي وراءه ووقع في فجه الردم، ومنه كان مخرجهم بدؤه خارج العمران في الإقليم السابع طرف مبدئه مستقبل المشرق ثم ينعطف الى ناحية الجنوب ويستقيم ممره طولا إلى أن ينتهي الى بحر أوقيانس المظلم المحيط فيتصل به، وأقصى عمران المغرب ينتهى إلى بحر أوقيانس المحيط أيضا، وكذلك ينتهى أقصى عمران الشمال الى هذا البحر أيضا وأقصى عمران الجنوب ينتهي الى خط الاستواء الّذي يكون الليل والنهار فيه سواء أبدا وجزيرة سر نديب من البحر الصيني على هذا الخط أيضا.
قال المسعودي وذكر من عنى بمساحة الأرض وشكلها أن تدويرها يكون بالتقريب أربعة وعشرين ألف ميل وذلك تدويرها مع المياه والبحار فان المياه مستديرة مع الأرض وحدّهما واحد فكلما نقص من استدارة الأرض وطولها وعرضها شيء تم باستدارة الماء وطوله وعرضه وذلك أنهم نظروا الى مدينتين في خط واحد إحداهما أقل عرضا من الأخرى وهما الكوفة ومدينة السلام فأخذوا عرضيهما فنقصوا الأقل من الأكثر ثم قسموا ما بقي على عدد الأميال التي بينهما فكان نصيب الدرجة مما يحاذيهما من أجزاء الأرض المستديرة ستة وستين ميلا وثلثي ميل على ما ذكر بطلميوس فإذا ضربوا ذلك في جميع درج الفلك التي هي ثلاثمائة وستون درجة كان ذلك أربعة وعشرين ألف ميل، وكان قطرها الّذي
1 / 24