تنبیہ الغافلین

ابن النحاس d. 814 AH
59

تنبیہ الغافلین

تنبيه الغافلين عن أعمال الجاهلين وتحذير السالكين من أفعال الجاهلين

تحقیق کنندہ

عماد الدين عباس سعيد

ناشر

دار الكتب العلمية

ایڈیشن نمبر

الأولى

اشاعت کا سال

١٤٠٧ هـ - ١٩٨٧ م

پبلشر کا مقام

بيروت - لبنان

صف الروم حتى دخل بينهم فصاح الناس وقالوا: سبحان الله يلقي بيده إلى التهلكة فقام أبو أيوب الأنصاري فقال أيها الناس إنكم لتؤولون هذا التأويل وإنما نزلت / هذه الآية فينا معاشر الأنصار لما أعز الله الإسلام وكثر أنصاره فقال بعضنا لبعض سرًا - دون رسول الله ﷺ: إن أموالنا قد ضاعت وإن الله تعالى قد أعزّ الإسلام وكثر ناصروه، فلو أقمنا في أموالنا وصلحنا ما ضاع منها فأنزل الله تعالى على نبيه ما يرد به علينا فيما قلناه ﴿وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ﴾ [البقرة: ١٩٥] وكانت التهلكة: الإقامة على الأموال وإصلاحها وتركنا الغزو، فما زال أبو أيوب ﵁ شاخصًا في سبيل الله حتى دفن بأرض الروم. وقال عكرمة: نزلت هذه الآية في النفقات في سبيل الله تعالى. رواه الواحدي وغيره. وروى أيضًا عن الشعبي قال: نزلت في الأنصار أمسكوا عن النفقة في سبيل الله فنزلت هذه الآية. وقد روى مثل هذا التفسير عن ابن عباس وحذيفة والحسن وعطاء ومجاهد وجمهور أهل التفسير، وذهب إلى ذلك البخاري ولم يذكر في صحيحه غيره. وقال السدي: أنفق ولو عقالًا ولا تلق بيدك إلى التهلكة فتقول: ليس عندي شيء. وقال البراء بن عازب ﵄ التهلكة هي أن يذنب الذنب ثم يقول لا يُتاب عليّ. أخرجه البيهقي في السنن. وقال الغزالي: لا خلاف في أن المسلم الواحد يجوز له أن يهجم على صفّ

1 / 72