تنبیہ العطشان علی مورد الظمآن فی الرسم القرآنی

رجراجی d. 899 AH
40

تنبیہ العطشان علی مورد الظمآن فی الرسم القرآنی

تنبيه العطشان على مورد الظمآن في الرسم القرآني

اصناف

قوله : (( الدعوة )) أي المطالبة وهي التي تقدمت ، في قوله في البيت الذي قبله : (( ليبلغوا الدعوة للعباد )) ، أي وختم الله دعوة الأنبياء للعباد إلى امتثال أوامره ونواهيه ، بمحمد - عليه السلام - .

وقوله : (( النبوءة )) ، إخبار الله - تعالى - عبدا من عباده بالغيب وتأييده بالمعجزات الدالة على صدقه .

والنبوءة يصح في اشتقاقها معنيان :

أحدهما : أن تكون مأخوذة من النبأ الذي هو الخبر ، ومنه قوله تعالى : { نبئ عبادي أني أنا الغفور الرحيم }(¬1)، وقوله تعالى : { تلك من أنبآء الغيب }(¬2)، وقوله تعالى : { نبئنا بتأويله? }(¬3)، وقوله تعالى : { فلما نبأها به? قالت من أنبأك هاذا قال نبأني العليم الخبير }(¬4).

والمعنى الثاني : أن تكون مأخوذة من النبوة وهو المكان المرتفع ، وهذان المعنيان المذكوران صادقان في النبي - صلى الله عليه وسلم - (¬5)، لأنه يخبر بالغيب من عند الله(¬6)- تعالى - ، ويخبر هو العباد بالغيب ، وهو - أيضا - رفيع الدرجات وعلي المنزلة عند الله - تبارك وتعالى - .

فإذا قلنا(¬7)مأخوذ من النبأ [ الذي هو الخبر فهو : (( فعيل )) بمعنى مفعل ، لأنه يخبر العباد بالغيب ، ويخبر هو من عند الله - أيضا - بالغيب .

وإذا قلنا مأخوذ من النبوة ](¬8)فهو : (( فعيل )) على بابه ، أي رفيع المنزلة والمكانة عند الله - عز وجل - .

صفحہ 98