388

تنبیہ العطشان علی مورد الظمآن فی الرسم القرآنی

تنبيه العطشان على مورد الظمآن في الرسم القرآني

اصناف

وقوله : (( ومتاع )) هذا اللفظ متكرر في القرآن(¬5)، ومتعدد في هذه السورة - أيضا - ، لأنه وقع في هذه السورة في مواضع ، منها قوله تعالى : { ولكم في الأرض مستقر ومتاع إلى حين }(¬1)، وقوله(¬2): { متاعا بالمعروف حقا على المحسنين }(¬3)، وقوله : { متاعا إلى الحول }(¬4).

وحيثما وقع هذا اللفظ في القرآن فهو محذوف ، لأن الناظم أطلقه ولم يقيده .

واعترض قوله : (( كذا بتنزيل فراشا ومتاع )) بأن قيل : كيف نسب الناظم هذا إلى التنزيل دون المنصف ؟ ، لأن صاحب المنصف ذكرهما كما ذكرهما صاحب التنزيل ، فكان حقه أن ينسبهما - أيضا - لصاحب المنصف ، لقوله أولا(¬5): (( وكل ما قد ذكروه أذكر )) .

أجيب عنه بأن قيل : اعتماد الناظم كثيرا على المقنع والتنزيل ، لأنه قد يذكر المقنع ويستغني به عن العقيلة ، ويذكر التنزيل ويستغني به عن المنصف ، كما فعل هاهنا ، وذلك أن الأصل من الكتب الأربعة التي ينقل منها الناظم اثنان : المقنع والتنزيل ، وأما العقيلة والمنصف : فهما فرعان تابعان لهما ، لأن العقيلة تابع للمقنع والمنصف تابع للتنزيل .

وإنما يعتني الناظم بذكر ما زاده هذان الفرعان على الأصلين ، فيذكر زيادة العقيلة على المقنع ، وزيادة المنصف على التنزيل ، لأن كل ما في العقيلة هو في المقنع ، وكل ما في المنصف هو في التنزيل ، إلا تلك الزيادات المشار إليها ، فإن الناظم يعتني بذكرها فلا يتركها .

صفحہ 454