* * * وفي " ص ١٢١ س ٩ " ذكر أبو علي ﵀ عن مجالد بن سعيد ﵀ قال: كنا يوما عند الشعبي فتناشدنا الشعر، فلما فرغنا قال الشعبي ﵀: أيكم يُحسن أن يقول مثل هذا؟ وأنشدنا:
أَعَيْنَيَّ مَهْلًا طالَمَا لم أَقُلْ مَهْلًا ... وما سَرَفا مِ الآنَ قُلْتُ ولا جَهْلًا
وإنَّ صِبَا ابن الأربعين سَفَاهَةٌ ... فكيف مع اللائي مُثِلْتُ بها مَثْلاَ
وهي أبيات.
قال مجالد: فكتبنا الشعر ثم قلنا للشعبي ﵀: من يقوله؟ فسكت، فتُرى أنه قائله.
ما أعجب أمر أبي علي ﵀! هذا الشعر أشهر بالنسبة إلى القحيف العقيليِّ من أن يرتاب به مرتاب. رواه له الأصمعي والمفضل - رحمهما الله - كلاهما، وهو ثابت في اختياراتهما وقد رواه أبو علي ﵀ هناك؛ وهو ثابت أيضا في ديوان شعره وفيه زيادة تشهد أنه للقحيف لا للشعبي ﵀ وهي:
ومِنْ أعجَبِ الدنيا إليَّ زُجَاجَةٌ ... تَظَلُّ أَيادِي المُنْتَشِينَ بها فُتْلاَ
يَصُبُّونَ فيها من كُرُومٍ سُلافةً ... يَرُوح الفتى عنها كأنّ به خَبْلاَ
وهذا البيت شاهد على أن اليد العضو تجمع أيادي.
* * * وفي " ص ١٢٦ س ١٥ " وأنشد أبو علي ﵀ قصيدة لمهلهل أولها:
أَلَيْلَتَا بِذِي حُسُمٍ أَنِيرِي ... إذا أنتِ انْقَضَيْتِ فلا تُحُورِي