(الْبَاب الثَّانِي عشر فِي رُؤْيَة الظلمَة وأعوانهم وقطاع الطَّرِيق والفراعنة وَأهل الْأَدْيَان الْبَاطِلَة وَالشَّيَاطِين وَالْجِنّ والسحرة)
(رُؤْيَة الظلمَة وأعوانهم)
من رأى أَن ظَالِما مَعْرُوفا يفعل أمرا لَيْسَ بزين فَإِنَّهُ يدل على إصراره فِي ظلمه وَإِن فعل مَا يستحسنه النَّاس فَإِنَّهُ يرجع عَن ذَلِك وَقَالَ بَعضهم يعبر بالضد وَمن رأى ظَالِما حسنت سيرته فَهُوَ عَزله عَمَّا هُوَ فِيهِ وَإِن رأى ظلمه زَاد وتعدى إِلَى أَن بلغ زِيَادَة الْمبلغ فَإِنَّهُ انْتِهَاء أمره وَيكون على شرف الزَّوَال وَإِن رأى أَنه هُوَ ظَالِم فيؤول على ثَلَاثَة أوجه ظلم النَّفس وظلم الْغَيْر وقصور الهمة عَن الْمصَالح وَمن رأى أَنه ظلم أحدا بِعَيْنِه فَإِنَّهُ حُصُول ظفر للمظلوم وَكَذَلِكَ إِن رأى أَن أحدا ظلمه وَمن رأى أَن الْملك ظلمَة فَإِنَّهُ يحْتَاج إِلَيْهِ فِيمَا يَلِيق بِهِ وَمن رأى أَنه حصل مِنْهُ ظلم فِي حق أحد من الْأَعْيَان فَإِنَّهُ يحصل لَهُ مِنْهُ ضَرَر ومصيبة وَقَالَ بَعضهم من رأى أَنه ظلم أحدا مِمَّن هُوَ دونه فَإِنَّهُ يكون مَظْلُوما وَإِن رأى أَنه مظلوم من أحد فضد ذَلِك وَقَالَ بَعضهم إِنِّي أكره فِي الْمَنَام رُؤْيَة الظَّالِم الْمَشْهُور بالظلم وَلَو تَأَول الْمَنَام على أَي وَجه كَانَ وَمن رأى أحدا من الأعوان وعرفه على أَمر يكرههُ أَو استدعى بِهِ الْحَاكِم لَا خير فِيهِ وَإِن كَانَ مَرِيضا دلّ على انْقِضَاء أَجله وَإِن نَازع أحدا مِنْهُم ونازعه فحصول حذر شَدِيد وَإِن رأى أَنه أبذأ لِسَانه على أحد مِنْهُم أَو نازعه بِفَاحِشَة فَإِنَّهُ يَقْهَرهُ فِي أمره وَمن رأى من أحد مِنْهُم لينًا فَإِنَّهُ مكر وخديعة فَلْيَكُن على يقظة مِنْهُ وَمن رأى أَنه صَار من الأعوان أَو
1 / 70