وَالْمَرْأَة لزَوجهَا لِأَنَّهَا خلقت مِنْهُ وَالْولد لوالده لِأَنَّهُ خلق من مَائه وَقد رأى النَّبِي ﷺ فِي مَنَامه أسيد ابْن أبي الْعيص فِي الْجنَّة بعد مَوته وَكَانَ مُشْركًا فأولها ﷺ عتاب بن أسيد لِأَنَّهُ كَانَ نَظِيره
فصل
والمنام قد يكون مَحْمُودًا ظَاهرا وَبَاطنا كرؤية الْمَلَائِكَة والأنبياء ومعاشرتهم وَقد يكون مذموما فيهمَا كرؤية الْأَشْيَاء المخوفة المفزعة كمن رأى أَنه حبس أَو سقط من مَحل عَال أَو مرض وَقد يكون مذموما فِي الظَّاهِر مَحْمُودًا فِي الْبَاطِن كمن يرى الصاعقة فَإِن كَانَ عبدا أعتق أَو فَقِيرا تمول أَو فِي الْبَحْر خرج مِنْهُ سالما ومحاربا مَعَ عَدو ظفر بِهِ وَقد يكون مَحْمُودًا فِي الظَّاهِر مذموما فِي الْبَاطِن كمن رأى أَنه أَخذ من الشَّمْس عشرَة أَقْرَاص فَأكلهَا فَعَاشَ عشرَة أَيَّام وَمَات لِأَن تِلْكَ الأقراص قوت الْعشْرَة أَيَّام فَلَمَّا نفدت مَاتَ وكل هَذِه وجدت فِي التجارب وَقد يكون الْمَنَام تَصْرِيحًا وَقد يكون تعريضا وَقد يَنْقَسِم بِحَسب مصلحَة العَبْد فَإِن اقْتَضَت التَّصْرِيح أريها مصرحة أَو التَّعْرِيض أريها كَذَلِك وَقد تكون الْقُوَّة الْقَابِلَة للرؤيا غير مُعْتَدَّة لقبُول التَّصْرِيح فتعجز عَن إِدْرَاكهَا كالحاسة الَّتِي لَيست بسليمة وَلَا قَوِيَّة فتدرك محسوسها على غير مَا فِي الْوُجُود من اللَّوْن والشكل وَمن الرُّؤْيَا الصَّرِيحَة مَا حُكيَ أَن المعتصم نَام فِي خيمة فَرَأى قَائِلا يَقُول قُم وَعجل فَإِن الأفعى قصدتك لتقتلك فانتبه فَرَأى أَفْعَى بَينه وَبَينهَا ذراعان وَرَأى أَيْضا قَائِلا يَقُول إِلَى مَتى لم تطلق مَنْصُور الْجمال تحبسه ظلما فانتبه وتفكر فَلم يعرفهُ فَسَأَلَ عَنهُ فأحضر إِلَيْهِ وَبحث عَنهُ فَوَجَدَهُ مَظْلُوما فَأَطْلقهُ وَكَانَ بطبرستان امْرَأَة صَالِحَة وَلها ابْن فادخرت لَهُ مبلغا ليدفع بِهِ
1 / 10