151

اتييه المفترين للامام الشعرانى اقول: إذا رأيتم العالم يغشى أبواب السلطان فهو لص، وكان ميمون بن اهران - رحمه الله تعالى - يقول: صحبة السلطان مخاطرة عظيمة، فإنك ان أطعته خاطرت بدينك، وإن عصيته خاطرت بنفسك، قالسلامة أن لا اعرفه ولا يعرقك. وقال: ولما خالط الزهرى - رحمه الله تعالى - السلطان القام عليه الزهاد وقالوا: قد آنست وحشته، وكان الفضيل بن عياض احمه الله تعالى - يقول: من يأتى بالفرائض فقط ولا يدخل على السلطان اير من يصوم النهار، ويقسوم الليل، ويجاهد ويج ويدخل على السلطان، وكان سفيان الثورى - رحسمه الله تعالى - يقول: إذا رأيتم العالم أتى القاضى لغير حاجة، فلا تشهدوا فيه يالخير، ولا تسلموا عليه ااتهموه في دينه، وكان الضحاك بن مزاحم - رحمه الله تعالى - يقول مكثت ليلة كاملة أتفكر فى كلمة ترضى السلطان، ولم تسخط الله تعالى فلم أجدها، وكان الأصمعى - رحمه الله تعالى - يقول: شرار الأمرا ابعدهم من العلماء وشرار العلماء أقربهم من الأمراء، وقد ذكرنا جملة من الأحاديث المحذرة من قرب الأمراء فى كتاب العهود المحمدية، فراجعها تأمل فى نفسك هل أنت متخلق بالأخلاق الحسنة كما كان سلفك والحمدلله رب العالمين.

ومنأخلاقهم- وصىاللهتحالى عنيم ، إذا لم يكن لهم مال اوكان إخواتهم يكسونهم وينفقون عليهم أن لا يكثروا من إعطاء الناس الثياب ووالطعام، بل يحملون كلفتهم عن إخوانهم ما أمكن، وذلك لأنهم لا يدعون أحذا عريانا ولا جوعانا، وقد كنت سلكت هذا المسلك، فتوبنى عنه شيخى ايدى محمد بن عبد الله، وشيخى سيلى نور الدين الستوسى - رحمه اله اتعالى - فقلت له : يا سيدى فإن أقسم على السائل بالله أو برسوله لقال: لا تعطه وقل : بدل ذلك جل الله العظيم، أو صل على رسول الله - -، فإن القسم إنما يستحب للعبد إبراره إذا كان له مال، وأما من ينفق اعليه الناس، فلا يؤمر بإيرار القسم إلا بطريقه الشرعى، كأن لا يكون فى اعطائه ماتع أشد ضررا من إبرار القسسم، ولما علم إخوانى أنى أعطى السائل

نامعلوم صفحہ