وَكَذَلِكَ قَالَ يحيى الْقطَّان وَيحيى بن معِين وَأحمد بن حَنْبَل وَغَيرهم من أهل الْمعرفَة وَحَمَّاد يعد عِنْدهم اذا حدث عَن غير ثَابت كحديثه عَن قَتَادَة وَأَيوب وَيُونُس وَدَاوُد بن أبي هِنْد والجريري وَيحيى بن سعيد وَعَمْرو بن دِينَار وأشباههم فَإِنَّهُ يخطىء فِي حَدِيثهمْ كثيرا وَغير حَمَّاد فِي هَؤُلَاءِ أثبت عِنْدهم كحماد بن زيد وَعبد الْوَارِث وَيزِيد بن زُرَيْع وَابْن علية وعَلى هَذَا الْمقَال الَّذِي وَصفنَا عَن حَمَّاد فِي حسن حَدِيثه وَضَبطه عَن ثَابت حَتَّى صَار أثبتهم فِيهِ جَعْفَر بن برْقَان عَن مَيْمُون بن مهْرَان وَيزِيد بن الاصم فَهُوَ أغلب النَّاس عَلَيْهِ وَالْعلم بهما وبحديثهما وَلَو ذهبت تزن جعفرا فِي غير مَيْمُون وَابْن الاصم وَتعْتَبر حَدِيثه عَن غَيرهمَا كالزهري وَعَمْرو بن دِينَار وَسَائِر الرِّجَال لوجدته ضَعِيفا رَدِيء الضَّبْط وَالرِّوَايَة عَنْهُم
وَاعْلَم رَحِمك الله أَن صناعَة الحَدِيث وَمَعْرِفَة أَسبَابه من الصَّحِيح والسقيم انما هِيَ لاهل الحَدِيث خَاصَّة لانهم الْحفاظ لروايات النَّاس العارفين بهَا دون غَيرهم اذ الاصل الَّذِي يعتمدون لاديانهم السّنَن والْآثَار المنقولة من عصر الى عصر من لدن النَّبِي ﷺ الى عصرنا هَذَا فَلَا سَبِيل لمن نابذهم من النَّاس وَخَالفهُم فِي الْمَذْهَب الى معرفَة الحَدِيث وَمَعْرِفَة الرِّجَال من عُلَمَاء الامصار فِيمَا مضى من الاعصار من نقل الاخبار وحمال الْآثَار وَأهل الحَدِيث هم الَّذين يعرفونهم ويميزونهم حَتَّى ينزلوهم مَنَازِلهمْ فِي التَّعْدِيل وَالتَّجْرِيح وانما اقتصصنا هَذَا الْكَلَام لكَي نثبته من جهل مَذْهَب أهل الحَدِيث مِمَّن
1 / 218