============================================================
المهيد فى أصول الدين فصل فى القضاء والقدر وثبوت كون أفعال الخلق مخلوقة لله تعالى ثبت القضاء والقدر، إذ المراد من قول أهل الحق: "أن العاصى بقضاء الله تعالى"، أى: بخلقه؛ إذ للقضاء يذكر ويراد به الفعل، قال أبو وبب: وعلتهما مرودتان(1) قضاهما داوذ أو صنع السولمع تيع(2) أى: صنعهما وأحكم صنعتهما. ثم القضاء لفظ مشترك يذكر ويراد به الأمر. قال الله تعالى: (وقضى ربك الا تغدوا إلا إياه) [الاسراء: 23] اى: أمر ربك. ويذكر ويراد به الإعلام. قال الله تعالى: (وقضيتا إلى بكي اسرائيل في الكتاب) [الاسراء:4] أى: أعلمناهم. وله معان أخر غير أن مر ادنا من ذكر ما ذكرنا(2) للفعل.
واما القدر فهو على وجهين: أحدهما: الحد الذى يخرج عليه الشىء، وهو جعل كل شىء على ما ينبغى أن يكون عليه، ويقدر كل شىء على ما هو الأولى به.
والثانى: ثبات ما يقع عليه كل شىء من زمان أو مكان، وما له من الثواب والعقاب، وكل ذلك ثابت فى أفعال الخلق بإثبات الله تعالى (1) المسرودتان: مفردها مسرودة، وقيل: مسردة - بالتشديد - وهو درع تتداخل فيه الق بضها فى بعض. انظر مغتار الصحاح.
(1) البيت من بحر الكامل ووزنه: (متفاعان متفاعلن متفاعلن) مرتين.
(3) فى الأصل زيادة (من) فى هذا العوضع.
صفحہ 122