============================================================
الشهيد شح معالم العدل والتوحيل الأولى العالم، لو كان محدثا لكان له محدث، فما لأجله يكون ذلك المحدث محدثا، إما أن يكون حاصلا بتمامه في الأزل أو لا يكون، فإن لم يكن حاصلا لم يحصل الأمر، وإن افتقر إلى أامر محدث فالكلام فيه كالكلام في العالم، فيتسلسل إلى غير غاية وهو محال. وإن كان حصول العالم في الأزل، وهو المطلوب.
والكلام على هذه الشبهة هو أن مطلوبكم منها لا يخلو حاله إما أن يكون القول ال بوجوب قدم العالم أو تقولون باستحالة قدمه، لكن تقولون لم تخصص في أوقات ما لا يزال اال بوقت دون وقت مع أنه بالإضافة إليها على سواء فإن كان الأول فهو فاسد كما مر في مسألة الحدوث، فإن الحدوث مسبوق بالعدم، وما كان مسبوقا بالعدم استحال وجوده في الأوقات الأزلية؛ لأن الأزل ينافي الحدوث، وإن كان الثاني فالجواب عنه يكون واقعا من جهة التحقيق ومن جهة المعارضة.
أما التحقيق فمن وجهين: أحدهما جواب أصحاب أبي هاشم، وهو أن القادر لا يتوقف ترجيحه لأحد المثلين على الآخر على مرجح. وبيانه أن الهارب من السبع إذا اعترض له طريقان متساويتان من جميع الوجوه فيما يرجع إلى مقصوده فإنه يسلك أحدهما دون الآخر لغير مرجح، وكذلك الجائع إذا خير بين رغيفين متساويين من كل الوجوه فإنه يختار أحدهما على الآخر لا لمرجح أصلا، فثبت أن القادر لا يفتقر في تخصيصه بايجاد مقدوره في وقت دون وقت على مرجح، فإذا ثبت ذلك فالقديم تعالى لا يحتاج في تخصيصه بايجاد العالم في وقت دون وقت إلى مخصص ومرجح.
صفحہ 65