============================================================
الشهيد شح معالمر العدل والنوحيل كانت لازمة لها ومترتبة في الحصول عليها فهي نظرية، إذ لا معنى للعلم النظري إلا ذاك، وان لم تكن تلك العقائد لازمة للعلوم النظرية فتلك العقائد ليست إلا عقائد تقليدية ولا عبرة بها، فإن أمثال تلك العقائد قد تحصل لأصحاب التصفية والرياضة(1) من الملاحدة والدهرية واليهود والنصارى، وأما التعليم فهو باطل لوجهين: أما أولا فلا بدلهم من معرفة صدق هذا المعلم حتى يجب اتباعه، فإن عرفوه ضرورة فهذا مكابرة، وإن عرفوه بالنظر رجعوا إلى النظر، وإن عرفوه بمعلم آخر لزم التسلسل.
وأما ثانيا فإذا كان لا بد من معلم فبم يقع التمييز بين المعلم المحق من المعلم المبطل، فإن افتقر إلى معلم فمعلمه أيضا يفتقر إلى معلم إلى غير غاية وهو محال، فإن قالوا: هذا معارض بالنظر، فثمة يقع التمييز بين صحيحه وفاسده قلنا: الفرق بينهما أن النظريات تنتهي إلى الضروريات الغنية عن تعريف صحتها، فأما المعلمون فيمتنع انتهاؤهم إلى معلم يعرف صدقه بالضرورة، فإن الأقوال يمتنع ترجيح بعضها على بعض إلا بحجة تنضم إليها وتؤيدها، وذلك هو المعجز.
وأما كونه أول الواجبات فلسنا نريد بذلك أنه أول الواجبات بكل الاعتبار حتى لا يجب واجب معه، وإنما نريد بكونه أول الواجبات باعتبار أنه أول الأفعال المقصودة التي لا ينفك عنها مكلف على الإطلاق. قلنا: أول الأفعال. احترازا من التروك، كترك الظلم والكذب. وقلنا: المقصودة. احترازا من قصد النظر، وقلنا: على الإطلاق. احترازا عما ينفك عنه المكلف في حال كقضاء الدين وشكر نعمة الولدين.
ا- يقصد الرياضة الروحية بمعنى تهذيب النفس والسمو بالروح والتعالى على متطلبات البدن والانقطاع عن الخلق.
صفحہ 59