270

============================================================

الشهيد شح معالم العدل والنوحيل الشبهة الثانية قالوا: القديم تعالى مساو للأجسام في الاستغناء عن المحل، وهذا الاستغناء هو نفس حقيقة الجسم فالبارئ تعالى لما شاركها فيه كان مشاركا لها في حقيقتها، والمشارك للجسم في حقيقته جسم، فالباري تعالى جسم وجوابه من وجهين: أما أولا فلا نسلم أن هذا الاستغناء هو نفس حقيقة الجسم، بل هو حكم سلبي يرجع إلى أنها غير مفتقرة إلى المحل، والأحكام السلبية يجوز اشتراك الحقائق المختلفة فيها.

وأما ثانيا فهذا منقوض بالأعراض، فإنها مع اختلاف حقائقها مشتركة في الحاجة إلى المحل، ولا يلزم منه اتفاقها في بعض الحقائق.

الشبهة الثالثة قالوا: إن الله تعالى قادر، وحقيقة القادرية في الشاهد هو اعتدال المزاج، بدليل أنا متى عقلنا كون البدن معتدل المزاج علمناه قادرا، وإن لم يعلم شيئا آخر. ومتى لم نعلمه معتدل المزاج لم نعلم كونه قادرا، وإن علمنا سائر الأشياء. وهذا يدل على أنه لا معنى للقادرية في الشاهد إلا هذا الاعتدال، ثم إن الحقائق لا تختلف شاهدا وغائبا، فيجب ان تكون القادرية في حقه تعالى هي هذا الاعتدال، ومتى كان كذلك كان جسما.

وجوابه أنا لا نسلم أن القادرية عبارة عن اعتدال المزاج، بل هي عبارة عن الممكن من الفعل، ثم إن ثبت أن هذا التمكن معلل في الشاهد باعتدال المزاج لا يلزم أن يكون في الغائب كذلك، لجواز تعليل الأحكام المتساوية بالعلل المختلفة.

الشبهة الرابعة الفطرة الأولية تأبى وجود موجود لا في جهة لا بالأصالة كالمتحيز ولا بالتبعية كالعرض، وهذا إذا عرض العاقل على عقله وجود موجود غير مختص بالجهة لا بالأصالة ولا بالتبعية كان استبعاده كاستبعاد من جوز وجود جسم في مكانين، وإذا كان

صفحہ 270