200

============================================================

النسهيد شح معالمر العدل والنوحيل وجوابه من وجهين: أما أولا فالشيء المدرك إنما يتميز عن غيره بحقيقته التي يدرك عليها، والألم واللذة يدركان لحقيقتهما ويتميزان بها، وكونهما يوجدان في محل أو لا في محل أمر وراء معقول حقيقتهما، فكيف يجعل أصلا في مفهوم حقيقتهما.

وأما ثانيا فهو أن الحرارة والبرودة يدركان بمحل الحياة في غير محل الحياة، فإذا كان تعالى يدركهما ولا يلزم من إدراكهما في حقه محال فكذلك الألم واللذة يجب أن يكون مدركا لهما ولا يلزم منه محال.

القول في اضافة هذه الصفات إلى ذاته تعالى اعلم أن كل من أثبت الله قادرا أثبت له تعلقا بمقدوره، ومن أثبته عالما أثبت له تعلقا لوهه: ثم اختلفوا فأما المعتزلة فنفاة الأحوال منهم يضيفون ذلك التعلق إلى ذاته من غير واسطة، وهذا هو مذهب أبي الحسين وأصحابه، فإنهم ذهبوا إلى أن القديم تعالى لذاته وحقيقته المخصوصة توجب هذا التعلق من غير واسطة أمر زائد، يمكن أن يكون هذا هو قول المتقدمين من المعتزلة، فإنهم أطلقوا بأن القديم تعالى يستحقها، فلم يخوضوا خوض المتأخرين في تحقيق الصفات، فيجب حمل قوهم على ذلك، وأما مثبتو الأحوال منهم كأبي على وأبي هاشم وأصحابهما فيضيفون هذا التعلق إلى ذاته بواسطة صفة هي القادرية والعالمية، ثم هذه الصفة عندهم ليست معدومة ولا موجودة ولا معلومة ولا مجهولة بانفرادها، وهم مجمعون عن آخرهم على أن الله تعالى لا يستحق هذه الصفات لمعاني.

صفحہ 200