فإن قلت: لم ثبتت خطًا وسقطت لفظًا؟ قلت: وجه إثباتها في الخط لأن الكتاب وضع على السكوت على كل حرف والابتداء بما بعده، فثبتت في الخط كما ثبتت إذا ابتدئ بها.
فصل اعلم أن ألفات الأفعال تنقسم على ستة أقسام:
القسم الأول: ألف الأصل، ويبتدأ بها بالفتح في الماضي، وتعرفها بأن تجدها فاءً من الفعل ثابتة في المستقبل، وذلك نحو ﴿أتى أمر الله﴾ .
القسم الثاني: ألف الوصل، وتعرفها بسقوطها في الدرج، وبحذفها في أول المستقبل، وهي مبنية على ما قبل آخر المستقبل.
إن كان مكسورًا أو مفتوحًا كسرت، وإن كان مضمومًا ضمت.
مثال المكسورة إذا كان الثالث مكسورًا ﴿اهدنا﴾، الدليل على أنها ألف وصل لأنها تحذف في الدرج، وتسقط في المستقبل في قولك: (هدى يهدي)، فهذا ما يدل على أنها ألف وصل.
فإن قلت: لم دخلت في الابتداء وسقطت في الوصل؟ قلت: لأنا وجدنا الحرف الذي بعدها ساكنًا، وهو الهاء في ﴿اهدنا﴾ والعرب لا تبتدئ بساكن، فأدخلت همزة يقع بها الابتداء.
وأما حذفها في الوصل فإن الذي بعدها اتصل بالذي قبلها، فلم يكن لنا حاجة إليها.
1 / 66